565
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۵۶۲.تهذيب الكمال : قالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ : لا تَفعَل ، أي فِداكَ أبي واُمّي ! مَتِّعنا بِنَفسِكَ ، ولا تَسِر إلَى العِراقِ ، فَوَاللَّهِ لَئِن قَتَلَكَ هؤُلاءِ القَومُ ، لَيَتَّخِذُنّا خَوَلاً وعَبيداً . ۱

۵۶۳.الطبقات الكبرى عن عبد اللَّه عن أبيه : مَرَّ حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام عَلَى ابنِ مُطيعٍ - وهُوَ بِبِئرِهِ قَد أنبَطَها ۲ - فَنَزَلَ حُسَينٌ عليه السلام عَن راحِلَتِهِ ، فَاحتَمَلَهُ ابنُ مُطيعٍ احتِمالاً حَتّى‏ وَضَعَهُ عَلى‏ سَريرِهِ ، ثُمَّ قالَ : بِأَبي واُمّي ! أمسِك عَلَينا نَفسَكَ ، فَوَاللَّهِ لَئِن قَتَلوكَ لَيَتَّخِذُنّا هؤُلاءِ القَومُ عَبيداً . ۳

۵۶۴.الطبقات الكبرى عن أبي عون : لَمّا خَرَجَ حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام مِنَ المَدينَةِ يُريدُ مَكَّةَ ، مَرَّ بِابنِ مُطيعٍ وهُوَ يَحفِرُ بِئرَهُ ، فَقالَ لَهُ : أينَ ۴ ، فِداكَ أبي واُمّي ؟ قالَ : أرَدتُ مَكَّةَ ... وذَكَرَ لَهُ أنَّهُ كَتَبَ إلَيهِ شيعَتُهُ بِها .
فَقالَ لَهُ ابنُ مُطيعٍ : أي ۵ فِداكَ أبي واُمّي ! مَتِّعنا بِنَفسِكَ ولا تَسِر إلَيهِم ، فَأَبى‏ حُسَينٌ عليه السلام .
فَقالَ لَهُ ابنُ مُطيعٍ : إنَّ بِئري هذِهِ قَد رَشَّحتُها ۶ ، وهذا اليَومُ أوانٌ ما خَرَجَ إلَينا فِي الدَّلوِ شَي‏ءٌ مِن ماءٍ ، فَلَو دَعَوتَ اللَّهَ لَنا فيها بِالبَرَكَةِ .
قالَ : هاتِ مِن مائِها ، فَاُتِيَ مِن مائِها فِي الدَّلوِ ، فَشَرِبَ مِنهُ ، ثُمَّ مَضمَضَ ، ثُمَّ رَدَّهُ فِي البِئرِ ، فَأَعذَبَ وأمهى‏ ۷ . ۸

1.تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۶ ، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۳ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۷ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۸ .

2.أنْبَطَ الحَفّارُ : بلغ الماء (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۶۲ «نبط») .

3.الطبقات الكبرى : ج ۵ ص ۱۴۵ .

4.في تاريخ الإسلام : «إلى أين» ، وهو الأنسب للسياق .

5.في المصدر : «إنّي» وهو تصحيف ظاهر ، وفي بعض المصادر : «أين» ، والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه .

6.ترشيح المقطوع من شجر التمر : القيام عليه وإصلاحه حتّى‏ تعود ثمرته تطلع (راجع: لسان العرب : ج ۲ ص ۴۵۰ «رشح») .

7.أمْهى‏ الشرابَ : أكثر ماءه ، وقد مَهُوَ هو مَهاوَةً (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۹۸ «مها») .

8.الطبقات الكبرى : ج ۵ ص ۱۴۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۸ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۸۲ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۵۹۲ عن ابن عون .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
564

۵۶۰.الفتوح : فَبَينَمَا الحُسَينُ عليه السلام كَذلِكَ بَينَ المَدينَةِ ومَكَّةَ ، إذِ ۱ استَقبَلَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ العَدَوِيُّ ، فَقالَ : أينَ تُريدُ أبا عَبدِ اللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِداكَ؟!
قالَ : أمّا في وَقتي هذا اُريدُ مَكَّةَ ، فَإِذا صِرتُ إلَيهَا استَخَرتُ اللَّهَ تَعالى‏ في أمري بَعدَ ذلِكَ .
فَقالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ : خارَ اللَّهُ لَكَ يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فيما قَد عَزَمتَ عَلَيهِ ، غَيرَ أنّي اُشيرُ عَلَيكَ بِمَشورَةٍ ، فَاقبَلها مِنّي ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : وما هِيَ يَابنَ مُطيعٍ ؟
قالَ : إذا أتَيتَ مَكَّةَ فَاحذَر أن يَغُرَّكَ أهلُ الكوفَةِ ، فيها قُتِلَ أبوكَ ، و[طُعِنَ‏] ۲ أخوكَ بِطَعنَةٍ طَعَنوهُ كادَت أن تَأتِيَ عَلى‏ نَفسِهِ ، فَالزَمِ الحَرَمَ فَأَنتَ سَيِّدُ العَرَبِ في دَهرِكَ هذا ، فَواللَّهِ لَئِن هَلَكتَ لَيَهلِكَنَّ أهلُ بَيتِكَ بِهَلاكِكَ ، وَالسَّلامُ .
قالَ : فَوَدَّعَهُ الحُسَينُ عليه السلام ودَعا لَهُ بِخَيرٍ . ۳

۵۶۱.العقد الفريد عن أبي عبيد القاسم بن سلّام : دَعَا الحُسَينُ عليه السلام بِرَواحِلِهِ ، فَرَكِبَها وتَوَجَّهَ نَحوَ مَكَّةَ عَلَى المَنهَجِ الأَكبَرِ ، ورَكِبَ ابنُ الزُّبَيرِ بِرذَوناً ۴
لَهُ ، وأخَذَ طَريقَ العَرجِ ۵ حَتّى‏ قَدِمَ مَكَّةَ . ومَرَّ حُسَينٌ عليه السلام حَتّى‏ أتى‏ عَلى‏ عَبدِ اللَّهِ بنِ مُطيعٍ وهُوَ عَلى‏ بِئرٍ لَهُ ، فَنَزَلَ عَلَيهِ ، فَقالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، لا سَقانَا اللَّهُ بَعدَكَ ماءً طَيِّباً ، أينَ تُريدُ ؟ قالَ : العِراقَ . قالَ : سُبحانَ اللَّهِ ! لِمَ ؟ قالَ : ماتَ مُعاوِيَةُ ، وجاءَني أكثَرُ مِن حِملٍ صُحُفٌ .
قالَ : لا تَفعَل أبا عَبدِ اللَّهِ ! فَوَاللَّهِ ما حَفِظوا أباكَ وكانَ خَيراً مِنكَ ، فَكَيفَ يَحفَظونَكَ؟ ووَاللَّهِ لَئِن قُتِلتَ ، لا بَقِيَت حُرمَةٌ بَعدَكَ إلَّا استُحِلَّت ! فَخَرَجَ حُسَينٌ عليه السلام حَتّى‏ قَدِمَ مَكَّةَ . ۶

1.في المصدر : «إذا» ، والتصويب من المصادر الاُخرى‏ .

2.ما بين المعقوفين أثبتناه من مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي .

3.الفتوح : ج ۵ ص ۲۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۹ .

4.البراذين من الخيل : ما كان من غير نتاج العراب (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۵۱ «برذن»).

5.العَرْجُ : هي قرية جامعة في وادٍ من نواحي الطائف (معجم البلدان : ج ۴ ص ۹۸) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

6.العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۳ ، المحن : ص ۱۴۲ ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۲۶۳ . وهذا النقل فيه إشكال؛ وذلك لأنّه يذكر من جهة أنّ لقاء عبداللَّه بن مطيع بالإمام الحسين عليه السلام كان قبل دخول الإمام عليه السلام مكّة ، ومن جهة اُخرى يذكر رسائل وكتب أهل الكوفة، في حين أنّ كتب الكوفيّين بدعوة الإمام عليه السلام بلغته وهو في مكّة .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 345259
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي