567
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۵۶۶.الإرشاد : ثُمَّ أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام مِنَ الحاجِزِ يَسيرُ نَحوَ الكوفَةِ ، فَانتَهى‏ إلى‏ ماءٍ مِن مِياهِ العَرَبِ ، فَإِذا عَلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ العَدَوِيُّ ، وهُوَ نازِلٌ بِهِ ، فَلَمّا رَأَى الحُسَينَ عليه السلام قامَ إلَيهِ فَقالَ : بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، ما أقدَمَكَ ؟ وَاحتَمَلَهُ وأنزَلَهُ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : كانَ مِن مَوتِ مُعاوِيَةَ ما قَد بَلَغَكَ ، فَكَتَبَ إلَيَّ أهلُ العِراقِ يَدعونَني إلى‏ أنفُسِهِم .
فَقالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ : اُذَكِّرُكَ اللَّهَ - يَابنَ رَسولِ اللَّهِ - وحُرمَةَ الإِسلامِ أن تُنتَهَكَ ، أنشُدُكَ اللَّهَ في حُرمَةِ قُرَيشٍ ، أنشُدُكَ اللَّهَ في حُرمَةِ العَرَبِ ! فَوَاللَّهِ لَئِن طَلَبتَ ما في أيدي بَني اُمَيَّةَ لَيَقتُلُنَّكَ ، ولَئِن قَتَلوكَ لا يَهابوا بَعدَكَ أحَداً أبَداً ، وَاللَّهِ إنَّها لَحُرمَةُ الإِسلامِ تُنتَهَكُ ، وحُرمَةُ قُرَيشٍ ، وحُرمَةُ العَرَبِ ، فَلا تَفعَل ، ولا تَأتِ الكوفَةَ ، ولا تُعَرِّض نَفسَكَ لِبَني اُمَيَّةَ ؛ فَأَبَى الحُسَينُ عليه السلام إلّا أن يَمضِيَ . ۱

۵۶۷.الأخبار الطوال : سارَ الحُسَينُ عليه السلام مِن بَطنِ الرُّمَّةِ ۲ ، فَلَقِيَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ ، وهُوَ مُنصَرِفٌ مِنَ العِراقِ ، فَسَلَّمَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، وقالَ لَهُ :
بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! ما أخرَجَكَ مِن حَرَمِ اللَّهِ وحَرَمِ جَدِّكَ ؟
فَقالَ : إنَّ أهلَ الكوفَةِ كَتَبوا إلَيَّ يَسأَلونَني أن أقدَمَ عَلَيهِم ، لِما رَجَوا مِن إحياءِ مَعالِمِ الحَقِّ ، وإماتَةِ البِدَعِ .
قالَ لَهُ ابنُ مُطيعٍ : أنشُدُكَ اللَّهَ ألّا تَأتِيَ الكوفَةَ ، فَوَاللَّهِ لَئِن أتَيتَها لَتُقتَلَنَّ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : (لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) ، ۳ ثُمَّ وَدَّعَهُ ومَضى‏ . ۴

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۷۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۰ .

2.بَطنُ الرُّمّة : منزل لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة ، بها يجتمع أهل الكوفة والبصرة (معجم البلدان : ج ۳ ص ۷۲) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

3.التوبة : ۵۱ .

4.الأخبار الطوال : ص ۲۴۶ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
566

۵۶۵.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس : ثُمَّ أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام سَيراً إلَى الكوفَةِ ، فَانتَهى‏ إلى‏ ماءٍ مِن مِياهِ العَرَبِ ، فَإِذا عَلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ العَدَوِيُّ ، وهُوَ نازِلٌ هاهنا ، فَلَمّا رَأَى الحُسَينَ عليه السلام قامَ إلَيهِ ، فَقالَ : بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! ما أقدَمَكَ ؟! وَاحتَمَلَهُ فَأَنزَلَهُ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : كانَ مِن مَوتِ مُعاوِيَةَ ما قَد بَلَغَكَ ، فَكَتَبَ إلَيَّ أهلُ العِراقِ يَدعونَني إلى‏ أنفُسهِمِ .
فَقالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ : اُذَكِّرُكَ اللَّهَ - يَابنَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله - وحُرمَةَ الإِسلامِ أن تُنتَهَكَ ! أنشُدُكَ اللَّهَ في حُرمَةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ! أنشُدُكَ اللَّهَ في حُرمَةِ العَرَبِ ! فَوَاللَّهِ لَئِن طَلَبتَ ما في أيدي بَني اُمَيَّةَ لَيَقتُلُنَّكَ ، ولَئِن قَتَلوكَ لا يَهابونَ بَعدَكَ أحَداً أبَداً ، وَاللَّهِ إنَّها لَحُرَمَةُ الإِسلامِ تُنتَهَكُ ، وحُرمَةُ قُرَيشٍ ، وحُرمَةُ العَرَبِ ، فَلا تَفعَل ، ولا تَأتِ الكوفَةَ ، ولا تَعرِض لِبَني اُمَيَّةَ .
قالَ : فَأَبى‏ إلّا أن يَمضِيَ ، قالَ : فَأَقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى‏ كانَ بِالماءِ فَوقَ زَرودَ ۱ . ۲

1.زَرُود : رمال بين الثعلبيّة والخزيميّة بطريق الحجّ من الكوفة (معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۳۹) وراجع: الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۵ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۸ ، الفصول المهمّة : ص ۱۸۶ نحوه وزاد فيه «قريب من الحاجز» بعد «إلى ماء» وفيه «أتى الثعلبيّة» بدل «فوق زرود» .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 314481
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي