577
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۵۸۳.تاريخ الطبري عن هشام بن الوليد عمّن شهد ذلك : أقبَلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام بِأَهلِهِ مِن مَكَّةَ ، ومُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ بِالمَدينَةِ ، قالَ : فَبَلَغَهُ خَبَرُهُ وهُوَ يَتَوَضَّأُ في طَستٍ ؛ قالَ : فَبَكى‏ حَتّى‏ سَمِعتُ وَكفَ ۱ دُموعِهِ فِي الطَّستِ . ۲

۵۸۴.تذكرة الخواصّ عن الواقدي : لَمّا بَلَغَ مُحَمَّدَ بنَ الحَنَفِيَّةِ مَسيرُهُ [أي مَسيرُ الحُسَينِ عليه السلام ]وكانَ يَتَوَضَّأُ وبَينَ يَدَيهِ طَشتٌ ، فَبَكى‏ حَتّى‏ مَلَأَهُ مِن دُموعِهِ ، ولَم يَبقَ بِمَكَّةَ إلّا مَن حَزِنَ لِمَسيرِهِ ، ولَمّا كَثُروا عَلَيهِ ، أنشَدَ أبياتَ أخِي الأَوسِ :
سَأَمضي فَما فِي المَوتِ عارٌ عَلَى الفَتى‏إذا ما نَوى‏ خَيراً وجاهَدَ مُغرَما
وآسَى الرِّجالَ الصّالِحينَ بِنَفسِهِ‏وفارَقَ مَثبوراً وخالَفَ مَحرَما
وإن عِشتُ لَم اُذمَم وإن مِتُّ لَم اُلَم‏كَفى‏ بِكَ ذُلّاً أن تَعيشَ وتُرغَما
ثُمَّ قَرَأ : (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا )۳ . ۴

ملاحظة

استناداً إلى الروايات التي مرَّت وكذلك الروايات التي ستأتي فإنَّ محمّد ابن الحنفية التقى الإمام عليه السلام قبل انطلاقه نحو مكّة ، وعرض عليه بعض المقترحات ، وبعد استقرار الإمام في مكّة وعلى أثر التحاق مجموعة من أهل بيته ، توجَّه محمّد ابن الحنفية إلى مكّة والتقى فيها - أيضاً - الإمام عليه السلام وألحَّ عليه أن يغضّ النظر عن الذهاب إلى الكوفة .

راجع : ص 337 (الفصل‏الثاني / اقتراح ابن الحنفيّة)
وص 352 (الفصل‏الثالث / قدوم ابن الحنفيّة وعِدَّة من بني عبد المطّلب إلى مكّة) .
وص 585 (الفصل السابع / تآمر يزيد لقتل الإمام عليه السلام في مكّة)

1.وَكَفَ الدَّمْعُ : إذا تقاطر (النهاية : ج ۵ ص ۲۲۰ «وكف») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۴ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۷ نحوه .

3.الأحزاب : ۳۸ .

4.تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۰ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
576

۵۸۰.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : بَعَثَ حُسَينٌ عليه السلام إلَى المَدينَةِ ، فَقَدِمَ عَلَيهِ مَن خَفَّ مَعَهُ مِن بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ، وهُم تِسعَةَ عَشَرَ رَجُلاً ، ونِساءٌ وصِبيانٌ مِن أخَواتِهِ وبَناتِهِ ونِسائِهِم ، وتَبِعَهُم مُحَمَّدُ ابنُ الحَنَفِيَّةِ فَأَدرَكَ حُسَيناً عليه السلام بِمَكَّةَ ، وأعلَمَهُ أنَّ الخُروجَ لَيسَ لَهُ بِرَأيٍ يَومَهُ هذا ، فَأَبَى الحُسَينُ عليه السلام أن يَقبَلَ . ۱

۵۸۱.المناقب لابن شهر آشوب : كانَ مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ وعَبدُ اللَّهِ بنُ المُطيعِ نَهَياهُ عَنِ الكوفَةِ ، وقالا : إنَّها بَلدَةٌ مَشؤومَةٌ ، قُتِلَ فيها أبوكَ ، وخُذِلَ فيها أخوكَ ، فَالزَمِ الحَرَمَ فَإِنَّكَ سَيِّدُ العَرَبِ ، لا يَعدِلُ بِكَ أهلُ الحِجازِ ، وتَتَداعى‏ إلَيكَ النّاسُ مِن كُلِّ جانِبٍ .
ثُمَّ قالَ مُحَمَّدُ ابنُ الحَنَفِيَّةِ : وإن نَبَت بِكَ ، لَحِقتَ بِالرِّمالِ وشَعَفِ الجِبالِ ، وتَنَفَّلتَ ۲ مِن بَلَدٍ إلى‏ بَلَدٍ حَتّى‏ تَفرُقَ لَكَ الرَّأيَ ، فَتَستَقبِلُ الاُمورَ استِقبالاً ، ولا تَستَدبِرُهَا استدِباراً . ۳

۵۸۲.إثبات الوصيّة : خَرَجَ مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ يُشَيِّعُهُ [أيِ الإِمامَ الحُسَينَ عليه السلام‏] ، فَقالَ لَهُ عِندَ الوَداعِ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، اللَّهَ اللَّهَ في حُرَمِ ۴ رَسولِ اللَّهِ ! فَقالَ لَهُ : أبَى اللَّهُ إلّا أن يَكُنَّ سَبايا . ۵

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۵۱ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۱ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۹ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۱ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۱۲ وفيهما «إخوانه» بدل «أخواته» ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۵ .

2.كذا في المصدر ، والظاهر : «وتَنقَّلتَ» .

3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۸ .

4.حُرَمُ الرجل : عياله ونساؤه وما يحمي (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۲۳ «حرم») .

5.إثبات الوصيّة : ص ۱۷۶ ، عيون المعجزات : ص ۶۹ بزيادة «عند توجّهه إلى العراق» بعد «يشيّعه» .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 303446
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي