601
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۶۱۳.شرح الأخبار عن أبي سعيد : كُنّا جُلوساً مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام عِندَ جَمرَةِ العَقَبَةِ ، فَلَقِيَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ ، فَخَلا بِهِ ، ثُمَّ مَضى‏ .
فَقالَ لَنَا الحُسَينُ عليه السلام : أتَدرونَ ما يَقولُ هذا ؟ يَقولُ : كُن حَمامَةً مِن حَمامِ هذَا المَسجِدِ ! وَاللَّهِ لَأَن اُقتَلَ خارِجاً مِنهُ بِشِبرٍ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُقتَلَ فيهِ ، ولَأَن اُقتَلَ خارِجاً مِنهُ بِشِبرَينِ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُقتَلَ خارِجاً مِنهُ بِشِبرٍ . وَاللَّهِ لَو كُنتُ في جُحرِ هامَّةٍ لَأَخرَجوني حَتّى‏ يَقضوا فِيَّ حاجَتَهُم ، وَاللَّهِ ليعتدوا ۱ فِيَّ كَمَا اعتَدَتِ اليَهودُ فِي السَّبتِ . ۲

1.هناك احتمالان في هذه الكلمة : الأوّل : أن تكون اللّام للتعليل ، وعندها تكون الكلمة صحيحة بهذا الشكل . الثاني : أن تكون اللّام للتوكيد ، وعندها لابدّ أن تكون الكلمة بهذا الشكل : «لَيعتَدُنَّ» .

2.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۴۵ ح ۱۰۸۷ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
600

۶۱۱.تاريخ الطبري عن عقبة بن سمعان : أتَاهُ ابنُ الزُّبَيرِ فَحَدَّثَهُ ساعَةً ، ثُمَّ قالَ : ما أدري ما تَركُنا هؤُلاءِ القَومَ وكَفُّنا عَنهُم ، ونَحنُ أبناءُ المُهاجِرينَ ووُلاةُ هذَا الأَمرِ دونَهُم ! خَبِّرني ما تُريدُ أن تَصنَعَ ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وَاللَّهِ لَقَد حَدَّثتُ نَفسي بِإِتيانِ الكوفَةِ ، ولَقَد كَتَبَ إلَيَّ شيعَتي بِها وأشرافُ أهلِها ، وأستَخيرُ اللَّهَ .
فَقالَ لَهُ ابنُ الزُّبَيرِ : أما لَو كانَ لي بِها مِثلُ شيعَتِكَ ما عَدَلتُ بِها ! ثُمَّ إنَّهُ خَشِيَ أن يَتَّهِمَهُ ، فَقالَ : أما إنَّكَ لَو أقَمتَ بِالحِجازِ ثُمَّ أرَدتَ هذَا الأَمرَ هاهُنا ما خولِفَ عَلَيكَ إن شاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ قامَ فَخَرَجَ مِن عِندِهِ .
فَقالُ الحُسَينُ عليه السلام : ها ، إنَّ هذا لَيسَ شَي‏ءٌ يُؤتاه مِنَ الدُّنيا أحَبَّ إلَيهِ مِن أن أخرُجَ مِنَ الحِجازِ إِلَى العِراقِ ، وقَد عَلِمَ أنَّهُ لَيسَ لَهُ مِنَ الأَمرِ مَعي شَي‏ءٌ ، وأنَّ النّاسَ لَم يَعدِلوهُ بي ، فَوَدَّ أنّي خَرَجتُ مِنها لِتَخلُوَ لَهُ . ۱

۶۱۲.الكامل في التاريخ : خَرَجَ ابنُ عَبّاسٍ وأتاهُ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام‏] ابنُ الزُّبَيرِ فَحَدَّثَهُ ساعَةً ، ثُمَّ قالَ : ما أدري ما تَركُنا هؤُلاءِ القَومَ وكَفُّنا ، ونَحنُ أبناءُ المُهاجِرينَ ووُلاةُ هذَا الأَمرِ دونَهُم ، خَبِّرني ما تُريدُ أن تَصنَعَ ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لَقَد حَدَّثتُ نَفسي بِإِتيانِ الكوفَةِ ، ولَقَد كَتَبَت إلَيَّ شيعَتي بِها ، وأشرافُ النّاسِ ، وأستَخيرُ اللَّهَ .
فَقالَ لَهُ ابنُ الزُّبَيرِ : أما لَو كانَ لي بِها مِثلُ شيعَتِكَ لَما عَدَلتُ عَنها ! ثُمَّ خَشِيَ أن يَتَّهِمَهُ فَقالَ لَهُ : أما إنَّكَ لَو أقَمتَ بِالحِجازِ ثُمَّ أرَدتَ هذَا الأَمرَ هاهُنا ، لَما خالَفنا عَلَيكَ ، وساعَدناكَ وبايَعناكَ ونَصَحنا لَكَ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : إنَّ أبي حَدَّثَني أنَّ لَها كَبشاً بِهِ تُستَحَلُّ حُرمَتُها ، فَما اُحِبُّ أن أكونَ أنا ذلِكَ الكَبشَ .
قالَ : فَأَقِم إن شِئتَ وتُوَلّيني أنَا الأَمرَ ، فَتُطاعُ ولا تُعصى‏ .
قالَ : ولا اُريدُ هذا أيضاً . ثُمَّ إنَّهُما أخفَيا كَلامَهُما دونَنا ، فَالتَفَتَ الحُسَينُ عليه السلام إلى‏ مَن هُناكَ وقالَ : أتَدرونَ ما يَقولُ ؟ قالوا : لا نَدري ، جَعَلَنا اللَّهُ فِداكَ ! قالَ : إنَّهُ يَقولُ : أقِم في هذَا المَسجِدِ أجمَعُ لَكَ النّاسَ !
ثُمَّ قالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : وَاللَّهِ لَأَن اُقتَلَ خارِجاً مِنها بِشِبرٍ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُقتَلَ فيها ، ولَأَن اُقتَلَ خارِجاً مِنها بِشِبرَينِ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُقتَلَ خارِجاً مِنها بِشِبرٍ ، وَايمُ اللَّهِ ، لَو كُنتُ في جُحرِ هامَّةٍ مِن هذِهِ الهَوامِّ لَاستَخرَجوني حَتّى‏ يَقضوا بي حاجَتَهُم ! وَاللَّهِ لَيَعتَدُنَّ عَلَيَّ كَما اعتَدَتِ اليَهودُ فِي السَّبتِ .
فَقامَ ابنُ الزُّبَيرِ فَخَرَجَ مِن عِندِهِ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : إنَّ هذا لَيسَ شَي‏ءٌ مِنَ الدُّنيا أحَبَّ إلَيهِ مِن أن أخرُجَ مِنَ الحِجازِ ، وقَد عَلِمَ أنَّ النّاسَ لا يَعدِلونَهُ بي ، فَوَدَّ أنّي خَرَجتُ حَتّى‏ يَخلُوَ لَهُ . ۲

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۳ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۰ نحوه .

2.الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۶ ، الفصول المهمّة : ص ۱۸۴ نحوه .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 345545
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي