۷۱۳.الإرشاد : سارَ الحُسَينُ عليه السلام وسارَ الحُرُّ في أصحابِهِ يُسايِرُهُ وهُوَ يَقولُ لَهُ : يا حُسَينُ ، إنّي اُذَكِّرُكَ اللَّهَ في نَفسِكَ ؛ فَإِنّي أشهَدُ لَئِن قاتَلتَ لَتُقتَلَنَّ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أفَبِالمَوتِ تُخَوِّفُني ؟ وهَل يَعدو بِكُمُ الخَطبُ أن تَقتُلوني ؟ وسَأَقولُ كَما قالَ أخُو الأَوسِ لاِبنِ عَمِّهِ ، وهُوَ يُريدُ نُصرَةَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فَخَوَّفَهُ ابنُ عَمِّهِ ، وقالَ : أينَ تَذهَبُ ، فَإِنَّكَ مَقتولٌ ؟! فَقالَ :
سَأَمضيفَما بِالمَوتِ عارٌ عَلَىالفَتىإذا ما نَوى حَقّاً وجاهَدَ مُسلِما
وآسى الرِّجالَ الصّالِحينَ بِنَفسِهِوفارَقَ مَثبوراً وباعَدَ مُجرِما
فَإِن عِشتُ لَم أندَم وإن مِتُّ لَم اُلَمكَفى بِكَ ذُلّاً أن تَعيشَ وتُرغَما
فَلَمّا سَمِعَ ذلِكَ الحُرُّ تَنَحّى عَنهُ ، فَكانَ يَسيرُ بِأَصحابِهِ ناحِيَةً ، وَالحُسَينُ عليه السلام في ناحِيَةٍ اُخرى ، حَتَّى انتَهَوا إلى عُذَيبِ الهِجاناتِ . ۱
۷۱۴.الأمالي للصدوق عن عبداللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين] عليهم السلام : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام قَد نَزَلَ الرُّهَيمَةَ ، فَأَسرى [ابنُ زيادٍ ]إلَيهِ الحُرَّ بنَ يَزيدَ في ألفِ فارِسٍ .
قالَ الحُرُّ : فَلَمّا خَرَجتُ مِن مَنزِلي مُتَوَجِّهاً نَحوَ الحُسَينِ عليه السلام نُوديتُ ثَلاثاً : يا حُرُّ ! أبشِر بِالجَنَّةِ ، فَالتَفَتُّ فَلَم أرَ أحَداً ، فَقُلتُ : ثَكِلَتِ الحُرَّ اُمُّهُ ؛ يَخرُجُ إلى قِتالِ ابنِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ويُبَشَّرُ بِالجَنَّةِ ! فَرَهِقَهُ عِندَ صَلاةِ الظُّهرِ ، فَأَمَرَ الحُسَينُ عليه السلام ابنَهُ ، فَأَذَّنَ وأقامَ ، وقامَ الحُسَينُ عليه السلام فَصَلّى بِالفَريقَينِ جَميعاً ، فَلَمّا سَلَّمَ وَثَبَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ فَقالَ : اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وعَلَيكَ السَّلامُ ، مَن أنتَ يا عَبدَ اللَّهِ ؟ فَقالَ : أنَا الحُرُّ بنُ يَزيدَ . فَقالَ : يا حُرُّ ، أعَلَينا أم لَنا ؟
فَقالَ الحُرُّ : وَاللَّهِ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، لَقَد بُعِثتُ لِقِتالِكَ ، وأعوذُ بِاللَّهِ أن اُحشَرَ مِن قَبري وناصِيَتي مَشدودَةٌ إلَيَّ ، ويَدي مَغلولَةٌ إلى عُنُقي ، واُكَبَّ عَلى حُرِّ وَجهي فِي النّارِ . يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، أينَ تَذهَبُ ؟ ! اِرجِع إلى حَرَمِ جَدِّكَ ؛ فَإِنَّكَ مَقتولٌ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام :
سَأَمضيفَما بِالمَوتِعارٌ عَلَىالفَتىإذا ما نَوى حَقّاً وجاهَدَ مُسلِما
وواسى الرِّجالَ الصّالِحينَ بِنَفسِهِوفارَقَ مَثبوراً۲وخالَفَ مُجرِما
فَإِن مِتُّ لَم أندَم وإن عِشتُ لَم اُلَمكَفى بِكَ ذُلّاً أن تَموتَ وتُرغَما .۳
1.الإرشاد : ج ۲ ص ۸۱ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۸ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۸ ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۴ عن عقبة بن أبي العيزار ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۳ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۳ والأربعة الأخيرة نحوه .
2.الثُّبور : الهلاك (النهاية : ج ۱ ص ۲۰۶ «ثبر») .
3.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۸ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۴ ح ۱ وراجع : الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۳ .