735
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۷۹۰.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي- في قَضِيَّةِ مَنعِ الإِمامِ مِنَ الماءِ -: ودَعا [ابنُ سَعدٍ ]بِرَجُلٍ يُقالُ لَهُ : عَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ ، فَضَمَّ إلَيهِ خَيلاً كَثيرَةً ، وأمَرَهُ أن يَنزِلَ عَلَى الشَّريعَةِ الَّتي هِيَ حِذاءَ مُعَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَنَزَلَتِ الخَيلُ عَلَى شَريعَةِ الماءِ .
فَلَمَّا اشتَدَّ العَطَشُ بِالحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ دَعا أخاهُ العَبّاسَ عليه السلام ، وضَمَّ إلَيهِ ثَلاثينَ فارِساً وعِشرينَ راجِلاً ، وبَعَثَ مَعَهُم عِشرينَ قِربَةً في جَوفِ اللَّيلِ حَتّى‏ دَنَوا مِنَ الفُراتِ ، فَقالَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ : مَن هذا ؟ فَقالَ لَهُ هِلالُ بنُ نافِعٍ الجَمَلِيُّ : أنَا ابنُ عَمٍّ لَكَ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام ، جِئتُ حَتّى‏ أشرَبَ مِن هذَا الماءِ الَّذي مَنَعتُمونا عَنهُ ، فَقالَ لَهُ عَمرٌو : اِشرَب هَنيئاً مَريئاً .
فَقالَ نافِعٌ : وَيحَكَ كَيفَ تَأمُرُني أن أشرَبَ مِنَ الماءِ وَالحُسَينُ عليه السلام ومَن مَعَهُ يَموتونَ عَطَشا ؟! فَقالَ : صَدَقتَ قَد عَرَفتُ هذا ، ولكِن اُمِرنا بِأَمرٍ ولا بُدَّ لَنا أن نَنتَهِيَ إلى‏ ما اُمِرنا بِهِ .
فَصاحَ هِلالٌ بِأَصحابِهِ ودَخَلُوا الفُراتَ ، وصاحَ عَمرٌو بِأَصحابِهِ لِيَمنَعوا ، فَاقتَتَلَ القَومُ عَلَى الماءِ قِتالاً شَديداً ، فَكانَ قَومٌ يُقاتِلونَ وقَومٌ يَملَؤونَ القِرَبَ حَتّى‏ مَلَؤوها ، وقُتِلَ مِن أصحابِ عَمرِو بنِ الحَجّاجِ جَماعَةٌ ، ولَم يُقتَل مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام أحَدٌ ، ثُمَّ رَجَعَ القَومُ إلى‏ مُعَسكَرِهِم بِالماءِ ، فَشَرِبَ الحُسَينُ عليه السلام ومَن كانَ مَعَهُ ، ولُقِّبَ العَبّاسُ عليه السلام يَومَئِذٍ السَّقّاءَ . ۱

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۴ ، الفتوح : ج ۵ ص ۹۱ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
734

۷۸۸.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم : لَمَّا اشتَدَّ عَلَى الحُسَينِ وأصحابِهِ العَطَشُ ، دَعَا العَبّاسَ بنَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام أخاهُ ، فَبَعَثَهُ في ثَلاثينَ فارِساً وعِشرينَ راجِلاً ، وبَعَثَ مَعَهُم بِعِشرينَ قِربَةً ، فَجاؤوا حَتّى‏ دَنَوا مِنَ الماءِ لَيلاً ، وَاستَقدَمَ أمامَهُم بِاللِّواءِ نافِعُ بنُ هِلالٍ الجَمَلِيُّ .
فَقالَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ : مَنِ الرَّجُلُ ؟ فجئ ۱ ، فَقالَ : ما جاءَ بِكَ ؟ قالَ : جِئنا نَشرَبُ مِن هذَا الماءِ الَّذي حَلَّأتُمونا ۲ عَنهُ ، قالَ : فَاشرَب هَنيئاً ، قالَ : لا وَاللَّهِ ، لا أشرَبُ مِنهُ قَطرَةً وحُسَينٌ عليه السلام عَطشانُ ومَن تَرى‏ مِن أصحابِهِ ! فَطَلَعوا عَلَيهِ ، فَقالَ : لا سَبيلَ إلى‏ سَقيِ هؤُلاءِ ، إنَّما وُضِعنا بِهذَا المَكانِ لِنَمنَعَهُمُ الماءَ .
فَلَمّا دَنا مِنهُ أصحابُهُ قالَ لِرِجالِهِ : اِملَؤوا قِرَبَكُم ، فَشَدَّ الرَّجّالَةُ فَمَلَؤوا قِرَبَهُم ، وثارَ إلَيهِم عَمرُو بنُ الحَجّاجِ وأصحابُهُ ، فَحَمَلَ عَلَيهِمُ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ونافِعُ بنُ هِلالٍ ، فَكَفّوهُم ، ثُمَّ انصَرَفوا إلى‏ رِحالِهِم ، فَقالوا : اِمضوا ، ووَقَفوا دونَهُم ، فَعَطَفَ عَلَيهِم عَمرُو بنُ الحَجّاجِ وأصحابُهُ ، وَاطَّرَدوا قَليلاً . ثُمَّ إنَّ رَجُلاً مِن صُداءَ طُعِنَ مِن أصحابِ عَمرِو بنِ الحَجّاجِ ، طَعَنَهُ نافِعُ بنُ هِلالٍ ، فَظَنَّ أنَّها لَيسَت بِشَي‏ءٍ ، ثُمَّ إنَّهَا انتَقَضَت ۳ بَعدَ ذلِكَ ، فَماتَ مِنها ، وجاءَ أصحابُ حُسَينٍ عليه السلام بِالقِرَبِ ، فَأَدخَلوها عَلَيهِ . ۴

۷۸۹.الإمامة والسياسة : نَزَلوا [أيِ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ بِكَربَلاءَ] وبَينَهُم وبَينَ الماءِ رَبوَةٌ ۵ ، فَأَرادَ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ الماءَ ، فَحالوا بَينَهُم وبَينَهُ . فَقالَ لَهُ شَهرُ بنُ حَوشَبٍ : لا تَشرَبوا ۶مِنهُ حَتّى‏ تَشرَبوا مِنَ الحَميمِ !
فَقالَ عَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، نَحنُ عَلَى الحَقِّ ، فَنُقاتِلُ ؟ قالَ : نَعَم . فَرَكِبَ فَرَسَهُ ، وحَمَلَ بَعضَ أصحابِهِ عَلَى الخُيولِ ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَيهِم ، فَكَشَفَهُم عَنِ الماءِ ، حَتّى‏ شَرِبوا وسَقوا . ۷

1.كذا في المصدر ، وفيه سقط وتصحيف ، والصواب : «... من الرجل ؟ قال : نافع بن هلال ، فقال : ...» كما في بقيّة المصادر .

2.حلّأهُ عن الماء : طردهُ ومنعهُ (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۲ «حلأ») .

3.انتقض الجُرحُ بعد بُرئه : فسد (المصباح المنير : ص ۶۲۲ «نقض») .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۹ ، تجارب الاُمم : ج ۲ ص ۷۰ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۷ وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۸ .

5.الرَبْوَةُ : ما ارتفع من الأرض (النهاية : ج ۲ ص ۱۹۲ «ربا») .

6.هكذا في المصدر ، والصحيح : تشربون .

7.الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۱۱ ، المحن : ص ۱۴۶ ، المحاسن والمساوئ : ص ۶۱ نحوه وفيه «شمر بن ذي الجوشن» بدل «شهر بن حوشب» .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 313026
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي