۸۱۲.مثير الأحزان : جَمَعَ الحُسَينُ عليه السلام أصحابَهُ ، وحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنّي لا أعلَمُ لي أصحاباً أوفى ولا خَيراً مِن أصحابي ، ولا أهلَ بَيتٍ أبَرَّ ولا أوصَلَ مِن أهلِ بَيتي ، فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنّي جَميعاً خَيراً ، ألا وإنّي قَد أذِنتُ لَكُم ، فَانطَلِقوا أنتُم في حِلٍّ ، لَيسَ عَلَيكُم مِنّي ذِمامٌ ۱ ، هذَا اللَّيلُ قَد غَشِيَكُم ، فَاتَّخِذوهُ جَمَلاً .
فَقالَ لَهُ إخوَتُهُ وأبناؤُهُ وأبناءُ عَبدِ اللَّهِ بنِ جَعفَرٍ : ولِمَ نَفعَلُ ذلِكَ ، لِنَبقى بَعدَكَ ؟! لا أرانَا اللَّهُ ذلِكَ ، وبَدَأَهُمُ العَبّاسُ أخوهُ عليه السلام ، ثُمَّ تابَعوهُ .
وقالَ لِبَني مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ : حَسبُكُم مِنَ القَتلِ بِصاحِبِكُم مُسلِمٍ ، اِذهَبوا فَقَد أذِنتُ لَكُم ، فَقالوا : لا وَاللَّهِ ، لا نُفارِقُكَ أبَداً حَتّى نَقِيَكَ بِأَسيافِنا ، ونُقتَلَ بَينَ يَدَيكَ ... ثُمَّ قالَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ : نَحنُ نُخَلّيكَ وقَد أحاطَ بِكَ العَدُوُّ ؟! لا أرانَا اللَّهُ ذلِكَ أبَداً حَتّى أكسِرَ في صُدورِهِم رُمحي ، واُضارِبَهُم بِسَيفي ، ولَو لَم يَكُن لي سِلاحٌ لَقَذَفتُهُم بِالحِجارَةِ ، ولَم اُفارِقكَ .
وقامَ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيُّ وزُهَيرُ بنُ القَينِ ، فَأَجمَلا فِي الجَوابِ ، وأحسَنا فِي المَآبِ . ۲