۸۵۵.سير أعلام النبلاء : لَمّا أصبَحوا قالَ الحُسَينُ عليه السلام : اللَّهُمَّ أنتَ ثِقَتي في كُلِّ كَربٍ ، ورَجائي في كُلِّ شِدَّةٍ ، وأنتَ فيما نَزَلَ بي ثِقَةٌ ، وأنتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعمَةٍ ، وصاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ .
وقالَ لِعُمَرَ وجُندِهِ : لا تَعجَلوا ، وَاللَّهِ ، ما أتَيتُكُم حَتّى أتَتني كُتُبُ أماثِلِكُم بِأَنَّ السُّنَّةَ قَد اُميتَت ، وَالنِّفاقَ قَد نَجَمَ ۱ ، وَالحُدودَ قَد عُطِّلَت ، فَاقدَم لَعَلَّ اللَّهَ يَصلُحُ بِكَ الاُمَّةَ ، فَأَتَيتُ ، فَإِذ كَرِهتُم ذلِكَ ، فَأَنَا راجِعٌ ، فَارجِعوا إلى أنفُسِكُم ، هَل يَصلُحُ لَكُم قَتلي ، أو يَحِلُّ دَمي ؟
ألَستُ ابنَ بِنتِ نَبِيِّكُم وَابنَ ابنِ عَمِّهِ ؟ أوَ لَيسَ حَمزَةُ وَالعَبّاسُ وجَعفَرٌ عُمومَتي ؟ ألَم يَبلُغكُم قَولُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِيَّ وفي أخي : «هذانِ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ» ؟
فَقالَ شِمرٌ ، هُوَ يَعبُدُ اللَّهَ عَلى حَرفٍ إن كانَ يَدري ما يَقولُ !
فَقالَ عُمَرُ : لَو كانَ أمرُكَ إلَيَّ لَأَجَبتُ .
وقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يا عُمَرُ ! لَيَكونَنَّ لِما تَرى يَومٌ يَسوؤُكَ ، اللَّهُمَّ إنَّ أهلَ العِراقِ غَرّوني وخَدَعوني ، وصَنَعوا بِأَخي ما صَنَعوا ، اللَّهُمَّ شَتِّت عَلَيهِم أمرَهُم ، وأحصِهِم عَدَداً . ۲