797
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
796

۸۵۹.تاريخ دمشق عن أبي بكر بن دريد : لَمَّا استَكَفَّ ۱ النّاسُ بِالحُسَينِ عليه السلام ، رَكِبَ فَرَسَهُ ، ثُمَّ استَنصَتَ النّاسَ ، فَأَنصَتوا لَهُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، وصَلّى‏ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، ثُمَّ قالَ :
تَبّاً لَكُم أيَّتُهَا الجَماعَةُ وتَرَحاً ! أحينَ استَصرَختُمونا وَلِهينَ ، فَأَصرَخناكُم موجِفينَ ، شَحَذتُم عَلَينا سَيفاً كانَ في أيمانِنا ، وحَشَشتُم عَلَينا ناراً قَدَحناها ۲ عَلى‏ عَدُوِّكُم وعَدُوِّنا ، فَأَصبَحتُم إلباً عَلى‏ أولِيائِكُم ، ويَداً عَلَيهِم لِأَعدائِكُم ، بِغَيرِ عَدلٍ رَأَيتُموهُ بَثّوهُ فيكُم ، ولا أصلٍ ۳ أصبَحَ لَكُم فيهِم ، ومِن غَيرِ حَدَثٍ كانَ مِنّا ، ولا رَأيٍ يُفَيَّلُ ۴ فينا .
فَهَلّا لَكُمُ الوَيلاتُ إذ كَرِهتُموها ، تَرَكتُمونا وَالسَّيفُ مَشيمٌ ، وَالجَأشُ طامِنٌ ، وَالرَّأيُ لَم يَستَخِفَّ ، ولكِنِ استَصرَعتُم إلَينا طَيرَةَ الدَّبا ، وتَداعَيتُم إلَينا كَتَداعِي الفَراشِ قَيحاً وحَكَّةً وهَلوعاً ، وذِلَّةً لِطَواغيتِ الاُمَّةِ ، وشُذّاذِ الأَحزابِ ، ونَبَذَةِ الكِتابِ ، وعَصَبَةِ ۵ الآثامِ ، وبَقِيَّةِ الشَّيطانِ ، ومُحَرِّفِي الكَلامِ ، ومُطفِئِي السُّنَنِ ، ومُلحِقِي العَهَرَةِ بِالنَّسَبِ ، وأسَفِ المُؤمِنينَ ، ومُزاحِ المُستَهزِئينَ (الَّذِينَ جَعَلُواْ الْقُرْءَانَ عِضِينَ)۶ ، (لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِى الْعَذَابِ هُمْ خَلِدُونَ)۷ ، فَهؤُلاءِ تَعضُدونَ ، وعَنّا تَتَخاذَلونَ ؟
أجَل وَاللَّهِ ، الخَذلُ فيكُم مَعروفٌ ، وشَبَحَت ۸ عَلَيهِ عُروقُكُم ، وَاستَأزَرَت عَلَيهِ اُصولُكُم فَأَفرَعَكُم ، فَكُنتُم أخبَثَ ثَمَرَةِ شَجَرَةٍ لِلنّاسِ ، واُكلَةٍ لِغاصِبٍ ۹ ، ألا فَلَعنَةُ اللَّهِ عَلَى النّاكِثينَ الَّذينَ يَنقُضونَ الأَيمانَ بَعدَ تَوكيدِها ، وقَد جَعَلُوا اللَّهَ عَلَيهِم كَفيلاً .
ألا وإنَّ البَغِيَّ قَد رَكَنَ بَينَ اثنَتَينِ ، بَينَ المَسأَلَةِ وَالذِّلَّةِ ، وهَيهاتَ مِنَّا الدَّنِيَّةُ ، أبَى اللَّهُ ذلِكَ ورَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ ، وحُجورٌ طابَت ، وبُطونٌ طَهُرَت ، واُنوفٌ حَمِيَّةٌ ، ونُفوسٌ أبِيَّةٌ ، أن تُؤثَرَ مَصارِعُ الكِرامِ عَلى‏ ظِئارِ ۱۰ اللِّئامِ ۱۱ ، ألا وإنّي زاحِفٌ بِهذِهِ الاُسرَةِ عَلى‏ قُلِّ العَدَدِ وكَثرَةِ العَدُوِّ وخَذلَةِ النّاصِرِ ، ثُمَّ تَمَثَّلَ :
فَإِن نَهزِم فَهَزّامونَ قِدماًوإن نُهزَم فَغَيرُ مُهَزَّمينا
وما إن طِبُّنا جُبنٌ ولكِن‏مَنايانا وطُعمَةُ آخَرينا
ألا ثُمَّ لا يَلبَثوا إلّا ريثَ ما يُركَبُ فَرَسٌ ، حَتّى‏ تُدارَ بِكُم دَورَ الرَّحى‏ ، ويُفلَقَ بِكُم فَلَقَ المِحوَرِ ، عَهداً عَهِدَهُ النَّبِيُّ إلى‏ أبي : (فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَ شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَىَّ وَ لَا تُنظِرُونِ)۱۲ ، الآيَةَ ، وَالآيَةَ الاُخرى‏ . ۱۳

1.استَكَفُّوا به : أي أحاطوا به واجتمعوا حوله (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۰ «كفف») .

2.في الطبعة المعتمدة : «فقدحناها» ، والتصويب من الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي .

3.كذا في الطبعة المعتمدة ، وفي الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي : «ولا أمل» ؛ وهو الأنسب للسياق وكما في الرواية اللاحقة .

4.فَالَ الرجل في رأيه وفيّل : إذا لم يُصِب فيه (النهاية : ج ۳ ص ۴۸۶ «فيل») .

5.في الطبعة المعتمدة : «وعضبة» ، والتصويب من الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي .

6.الحِجر : ۹۱ .

7.المائدة : ۸۰ .

8.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «وشجت» ، كما في نقل مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي الذي سوف يأتي لاحقاً .

9.كذا في المصدر ، وفي نقل مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي الذي سوف يأتي لاحقاً : «وشجت عليه عروقكم، وتوارثته اُصولكم وفروعكم ، ونبتت عليه قلوبكم ، وغشيت عليه صدوركم ، فكنتم أخبث شي‏ء سنخاً للناصب وأكلة للغاصب»، وهو الأصحّ .

10.يَظْأَرُ : أي يَعطِفُهم على الصلح (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۸۰ «ظِئر») .

11.كذا في المصدر ، وفيه تأخير وتقديم ، والصواب : «أن تؤثر ظئار اللئام على مصارع الكرام (راجع : ترجمة الإمام الحسين المطبوعة بتحقيق المحمودي : ص ۲۱۷ الهامش ۸) .

12.يونس : ۷۱ .

13.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۸ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۵۸۷ نحوه وراجع : الفتوح : ج ۵ ص ۱۱۶ ومطالب السؤول : ص ۷۲ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 349392
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي