803
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۸۶۷.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : زَحَفَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، فَنادى‏ غُلامَهُ دُرَيداً : قَدِّم رايَتَكَ يا دُرَيدُ ، ثُمَّ وَضَعَ سَهمَهُ في كَبِدِ قَوسِهِ ، ثُمَّ رَمى‏ بِهِ ، وقالَ : اِشهَدوا لي عِندَ الأَميرِ أنّي أوَّلُ مَن رَمى‏ ! فَرَمى‏ أصحابُهُ كُلُّهُم بِأَجمَعِهِم في أثَرِهِ رَشقَةً واحِدَةً ، فَما بَقِيَ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام أحَدٌ إلّا أصابَهُ مِن رَميَتِهِم سَهمٌ ... .
فَلَمّا رَمَوهُم هذِهِ الرَّميَةَ قَلَّ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام ، فَبَقِيَ في هؤُلاءِ القَومِ الَّذينَ يُذكَرونَ فِي المُبارَزَةِ ، وقَد قُتِلَ مِنهُم ما يُنيفُ عَلى‏ خَمسينَ رَجُلاً . ۱

۸۶۸.الفتوح : تَقَدَّمَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ حَتّى‏ وَقَفَ قُبالَةَ الحُسَينِ عليه السلام عَلى‏ فَرَسٍ لَهُ ، فَاستَخرَجَ سَهماً ، فَوَضَعَهُ في كَبِدِ القَوسِ ، ثُمَّ قالَ :
أيُّهَا النّاسُ! اشهَدوا لي عِندَ الأَميرِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ أنّي أوَّلُ مَن رَمى‏ بِسَهمٍ إلى‏ عَسكَرِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ قالَ : فَوَقَعَ السَّهمُ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَتَنَحّى‏ عَنهُ راجِعاً إلى‏ وَرائِهِ ، وأقبَلَتِ السِّهامُ كَأَنَّهَا المَطَرُ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِأَصحابِهِ : أيُّهَا النّاسُ ! هذِهِ رُسُلُ القَومِ إلَيكُم ، فَقوموا إلَى المَوتِ الَّذي لا بُدَّ مِنهُ .
قالَ : فَوَثَبَ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام فَخَرَجوا مِن بابِ خَندَقِهِم ، وهُم يَومَئِذٍ اثنانِ وثَلاثونَ فارِساً وأربَعونَ راجِلاً ، وَالقَومُ اثنانِ وعِشرونَ ألفاً ، لا يَزيدونَ ولا يَنقُصونَ ، فَحَمَلَ بَعضُهُم عَلى‏ بَعضٍ ، فَاقتَتَلوا ساعَةً مِنَ النَّهارِ ، حَملَةً واحِدَةً ، حَتّى‏ قُتِلَ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام نَيِّفٌ وخَمسونَ رَجُلاً ، رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِم . ۲

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۸ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲ نحوه .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۰ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۰ و كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۶۱ ومطالب السؤول : ص ۷۶ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
802

2 / 7

بَدءُ القِتالِ ودَعوَةُ الإِمامِ عليه السلام أصحابَهُ بِالصَّبرِ وَالجِهادِ

۸۶۴.الإرشاد : ونادى‏ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : يا ذُوَيدُ ، أدنِ رايَتَكَ ، فَأَدناها، ثُمَّ وَضَعَ سَهمَهُ في كَبِدِ قَوسِهِ ، ثُمَّ رَمى‏ ، وقالَ : اِشهَدوا أنّي أوَّلُ مَن رَمى‏ ! ثُمَّ ارتَمَى النّاسُ وتَبارَزوا . ۱

۸۶۵.الملهوف : فَتَقَدَّمَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، ورَمى‏ نَحوَ عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام بِسَهمٍ ، وقالَ : اِشهَدوا لي عِندَ الأَميرِ أنّي أوَّلُ مَن رَمى‏ ، وأقبَلَتِ السِّهامُ مِنَ القَومِ كَأَنَّهَا القَطرُ .
فَقالَ عليه السلام لِأَصحابِهِ : قوموا رَحِمَكُمُ اللَّهُ إلَى المَوتِ الَّذي لا بُدَّ مِنهُ ؛ فَإِنَّ هذِهِ السِّهامَ رُسُلُ القَومِ إلَيكُم .
فَاقتَتَلوا ساعَةً مِنَ النَّهارِ حَملَةً وحَملَةً ، حَتّى‏ قُتِلَ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام جَماعَةٌ . ۲

۸۶۶.مثير الأحزان : رَمى‏ عُمَرُ بنُ سَعدٍ إلى‏ أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام ، وقالَ : اِشهَدوا لي عِندَ الأَميرِ أنّي أوَّلُ مَن رَمى‏ !
فَقالَ عليه السلام : قوموا إلَى المَوتِ الَّذي لا بُدَّ مِنهُ ، فَنَهَضوا جَميعاً ، وَالتَقَى العَسكَرانِ ، وَامتازَ الرَّجّالَةُ مِنَ الفُرسانِ ، وَاشتَدَّ الصِّراعُ ، وخَفِيَ لِإِثارَةِ العِثيَرِ ۳ الشُّعاعُ ۴ ، وَالسَّمهَرِيَّةُ ۵ تَرعُفُ نَجيعاً ۶ ، وَالمَشرَفِيَّةُ ۷ يُسمَعُ لَها فِي الهامِ رَقيعاً . ۸

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۱ و ليس فيه صدره إلى «قوسه» ؛ أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۸ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۹ عن حميد بن مسلم ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۴ نحوه .

2.الملهوف : ص ۱۵۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲ ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۸ و ۹ كلاهما نحوه وراجع : كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۶۲ ومطالب السؤول : ص ۷۶ .

3.العِثْيَر : التراب (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۸۵ «عثر») .

4.الشُّعاع : ضوءُ الشمس (لسان العرب : ج ۸ ص ۱۸۱ «شعّ») .

5.السمهريّة : القناة الصلبة ، يقال : رمح سمهريّ ورماح سمهريّة (الصحاح : ج ۲ ص ۶۸۹ «سمهر») .

6.النَجيعُ : من الدم ما كان إلى السواد ، أو دم الجوف (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۸۷ «نجع») .

7.سيف مشرفيّ : قيل : منسوب إلى مشارف الشام (المصباح المنير : ص ۳۱۰ «شرف») .

8.مثير الأحزان : ص ۵۶ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 309069
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي