مَعرِفةُ اللَّهِ‏ - الصفحه 54

صفة ذاتيّة للخارج، وإنّما يتّصف الفاعل أو فعله بها من جهة انطباق الفعل عليه بوساطة العلم ، وكذا الفعل مشتمل على المصلحة بمعنى‏ تفرّعه على‏ صورتها العلميّة المحاكية للخارج.
وهذا إنّما يتمّ في الفعل الذي اُريد به مطابقة الخارج كأفعالنا الإراديّة ، وأمّا الفعل الذي هو نفس الخارج - وهو فعل اللَّه سبحانه - فهو نفس الحكمة ، لا لمحاكاته أمراً آخر هو الحكمة وفعله مشتمل على المصلحة ، بمعنى‏ أ نّه متبوع المصلحة لا تابع للمصلحة بحيث تدعوه إليه وتبعثه نحوه كما عرفت .
وكلّ فاعل غيره تعالى‏ يُسأل عن فعله بقول : «لم فعلت كذا ؟» والمطلوب به أن يطبّق فعله على النظام الخارجيّ بما عنده من النظام العلميّ ، ويشير إلى‏ وجه المصلحة الباعثة له نحو الفعل ، وأمّا هو سبحانه فلا مورد للسؤال عن فعله ؛ إذ فِعلُه نفسُ النظام الخارجيّ الذي يُطلَب بالسؤال تطبيق الفعل عليه ، ولا نظام خارجيّ آخرَ حتّى‏ يُطبّق هو عليه ، وفعله هو الذي تكون صورته العلميّة مصلحة داعية باعثة نحو الفعل ، ولا نظام آخر فوقه - كما سمعت - حتّى‏ تكون الصورة العلميّة المأخوذة منه مصلحة باعثة نحو هذا النظام ، فافهم .۱

2621 - صَمَدٌ

الكتاب :

(اللَّهُ الصَّمَدُ) .۲

الحديث :

۱۲۶۸۴.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : الصَّمَدُ : بِلا تَبعيضِ بَدَدٍ .۳

۱۲۶۸۵.عنه عليه السلام- في التَّوحيدِ -: ما وَحَّدَهُ مَن كَيَّفَهُ ، ولا حَقيقتَهُ أصابَ مَن مَثَّلَهُ ، ولا إيّاهُ عَنى‏ مَن شَبَّهَهُ، ولاصَمَدَهُ مَن أشارَ إلَيهِ وتَوَهَّمَهُ .۴

۱۲۶۸۶.الإمامُ الحسينُ عليه السلام: الصَّمَدُ: الّذي لا جَوفَ لَهُ ، والصَّمَدُ : الّذي قَدِ انتَهى‏ سُؤدَدُهُ ، والصَّمَدُ الّذي لا يَأكُلُ ولا يَشرَبُ ،

1.الميزان في تفسير القرآن : ۱۴/۲۷۱ - ۲۷۲ .

2.الإخلاص : ۲ .

3.مجمع البيان : ۱۰/۸۶۲ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۶ .

الصفحه من 60