آثارَ مُلكِهِ وسُلطانِهِ ، ولَعَرَفتَ أفعالَهُ وصِفاتِهِ، ولكِنَّهُ إلهٌ واحِدٌ كَما وَصَفَ نَفسَهُ ، لا يُضادُّهُ في مُلكِهِ أحَدٌ ، ولا يَزولُ أبَداً .۱
۱۲۴۷۸.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- لَمّا سُئلَ عَنِ الدَّليلِ عَلى أنَّ اللَّهَ واحِدٌ -: اتِّصالُ التَّدبيرِ ، وتَمامُ الصُّنعِ ، كَما قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا) .۲
۱۲۴۷۹.عنه عليه السلام- في رسالَةِ الاهليلَجَةِ -: كُلُّ هذا [ نِظامِ الخِلقَةِ] مِمَّا يَستَدِلُّ بِهِ القَلبُ عَلَى الرَّبِّ سُبحانَهُ وَتَعالى، فَعَرِفَ القَلبُ بِعَقلِهِ أنَّ مَن دَبَّرَ هذِهِ الأشياءَ هُوَ الواحِدُ العَزيزُ الحَكيمُ الَّذي لَم يَزَل وَلا يَزالُ، وَأنّه لَو كانَ فِي السَّماواتِ وَالأرَضينَ آلِهةٌ مَعَهُ سُبحانَهُ، لَذَهَبَ كُلُّ إلهٍ بِما خَلَق، وَلَعَلا بَعضُهُم عَلى بَعضٍ، وَلَفَسَدَ كُلُّ واحدٍ مِنهُم عَلى صاحِبهِ .۳
بيان :
قال العلّامة الطباطبائي قدّس سرّه في قوله تعالى : (لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبحانَ اللَّهِ رَبِّ العَرشِ عَمّا يَصِفُونَ) : قد تقدّم في تفسير سورة هود وتكرّرت الإشارة إليه بعده أنّ النزاع بين الوثنيّينَ والموحّدينَ ليس في وحدة الإله وكثرته بمعنى الواجب الوجود الموجود لذاته المُوجِد لغيره ، فهذا ممّا لا نزاع في أ نّه واحد لا شريك له ، وإنّما النزاع في الإله بمعنى الربّ المعبود ، والوثنيّون على أنّ تدبير العالم على طبقات أجزائه مُفوَّضة إلى موجودات شريفة مقرّبين عند اللَّه ، ينبغي أن يُعبَدوا حتّى يَشفَعوا لعُبّادهم عند اللَّه ويقرّبوهم إليه زُلفى ، كربِّ السماء وربّ الأرض وربّ الإنسان ... وهكذا ، وهم آلهةُ مَن دُونَهم ، واللَّه سبحانه إله الآلهة وخالق الكلّ ، كما يحكيه عنهم قوله : (وَلَئن سأَلْتَهُم مَن خَلَقَهُم لَيَقُولُنَّ اللَّهُ)۴ وقوله : (وَلَئن سأَلْتَهُم مَن خَلَقَ السَّماواتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزِيزُ العَلِيمُ) .۵
1.نهج البلاغة : الكتاب ۳۱ .
2.التوحيد : ۲۵۰/۲ .
3.بحار الأنوار : ۳/۱۶۵ .
4.الزخرف : ۸۷ .
5.الزخرف : ۹ .