مَعرِفةُ اللَّهِ‏ - الصفحه 21

النبات الذي فيه ، وكتدبير العالم السماويّ وتدبير كوكب من الكواكب التي في السماء ، وكتدبير العالم المادّيّ برمّته وتدبير نوع من الأنواع المادّيّة .
فبعض التدبير وهو التدبير العامّ الكلّيّ يعلو بعضاً ؛ بمعنى‏ أ نّه بحيث لو انقطع عنه ما دونه بطل ما دونه لِتقوّمه بما فوقه ، كما أ نّه لو لم يكن هناك عالم أرضيّ أو التدبير الذي يجري فيه بالعموم لم يكن عالم إنسانيّ ولا التدبير الذي يجري فيه بالخصوص .
ولازم ذلك أن يكون الإله - الذي يرجع إليه نوع عالٍ من التدبير - عالياً بالنسبة إلى‏ الإله الذي فوّض إليه من التدبير ماهو دونه وأخصّ منه وأخسّ، واستعلاء الإله علَى الإله محال.
لا لأنّ الاستعلاء المذكور يستلزم كونَ الإله مغلوباً لغيره ، أو ناقصاً في قدرته محتاجاً في تمامه إلى‏ غيره ، أو محدوداً والمحدوديّة تفضي إلى التركيب ، وكلّ ذلك من لوازم الإمكان المنافي لوجوب وجود الإله ، فيلزم الخُلف - كما قرّره المفسّرون - فإنّ الوثنيّينَ لا يَرَون لآلهتهم من دون اللَّه وجوبَ الوجود ، بل هي عندهم موجودات ممكنة عالية فُوِّض إليهم تدبير أمر ما دونها ، وهي مربوبة للَّه سبحانه وأرباب لما دونها ، واللَّه سبحانه ربّ الأرباب وإله الآلهة وهوالواجب الوجود بالذات وحده .
بل استحالة الاستعلاء إنّما هو لاستلزامه بطلانَ استقلال المستعلى‏ عليه في‏تدبيره وتأثيره ؛ إذ لا يجامع توقّف التدبير على الغير والحاجة إليه الاستقلالَ ، فيكون السافلُ منها مستمدّاً في تأثيره محتاجاً فيه إلى العالي ، فيكون سبباً من الأسباب التي يَتوسّل بها إلى تدبير ما دونه ، لا إلهاً مستقلّاً بالتأثير دونه فيكون ما فرض إلهاً غير إله ، بل سبباً يدبّر به الأمر ، هذا خُلفٌ .۱

۱۲۴۸۱.تفسير القمّي- في قولِهِ تَعالى‏ :(لَو كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقولونَ ...)-: لَو كانَتِ

1.الميزان في تفسير القرآن : ۱۵/۶۲ ، ۶۳ .

الصفحه من 60