مَعرِفةُ اللَّهِ‏ - الصفحه 59

(المُشتَبِهونَ) بِهِ والجاحِدونَ لَهُ عُلُوّاً كَبيراً .۱

۱۲۷۰۸.عنه عليه السلام : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الّذي مَنَعَ الأوهامَ أن تَنالَ إلّا وُجودَهُ ، وحَجَبَ العُقولَ أن تَتَخَيَّلَ ذاتَهُ ؛ لامتِناعِها مِنَ الشَّبَهِ والتَّشاكُلِ ، بَل هُوَ الّذي لا يَتَفاوَتُ في ذاتِهِ ، ولا يَتَبَعَّضُ بِتَجزِئَةِ العَدَدِ في كمالِهِ ، فارَقَ الأشياءَ لا على اختِلافِ الأماكِنِ ، ويَكونُ فيها لا عَلى‏ وَجهِ المُمازَجَةِ ، وعَلِمَها لا بِأداةٍ لا يَكونُ العِلمُ إلّا بِها ، ولَيسَ بَينَهُ وبَينَ مَعلومِهِ عِلمٌ غَيرُهُ بِهِ كانَ عالِماً بِمَعلومِهِ ، إن قيلَ : كانَ ، فعَلى‏ تَأويلِ أزَلِيَّةِ الوُجودِ ، وإن قيلَ : لَم يَزَلْ فَعَلى‏ تَأويلِ نَفيِ العَدَمِ ۲ .۳

۱۲۷۰۹.عنه عليه السلام : ما وَحَّدَهُ مَن كَيَّفَهُ ، ولا حَقيقَتَهُ أصابَ مَن مَثَّلَهُ، ولا إيّاهُ عَنى‏ مَن شَبَّهَهُ، ولا صَمَدَهُ مَن أشارَ إلَيهِ وتَوَهَّمَهُ ، كُلُّ مَعروفٍ بِنَفسِهِ مَصنوعٌ، وكُلُّ قائمٍ في سِواهُ مَعلولٌ، فاعِلٌ لا بِاضطِرابِ آلَةٍ، مُقَدِّرٌ لا بِجَولِ فِكرَةٍ ، غَنِيٌّ لا بِاستِفادَةٍ ، لا تَصحَبُهُ الأوقاتُ ولا تَرفِدُهُ الأدَواتُ ...
الّذي لا يَحولُ ولا يَزولُ ، ولا يَجوزُ عَلَيهِ الاُفولُ ... لا تَنالُهُ الأوهامُ فتُقَدِّرَهُ ، ولا تَتَوَهَّمُهُ الفِطَنُ فتُصَوِّرَهُ ، ولا تُدرِكُهُ الحَواسُّ فتُحِسَّهُ ، ولاتَلمِسُهُ الأيدي فتَمَسَّهُ ، ولا يَتَغَيَّرُ بِحالٍ ، ولا يَتَبَدَّلُ في الأحوالِ ، ولا تُبليهِ اللَّيالي والأيّامُ ، ولا يُغَيِّرُهُ الضِّياءُ والظَّلامُ ، ولا يُوصَفُ بِشَي‏ءٍ مِنَ الأجزاءِ ، ولا بِالجَوارِحِ والأعضاءِ ، ولا بِعَرَضٍ مِنَ الأعراضِ ، ولا بِالغَيرِيَّةِ والأبعاضِ ... ويُريدُ ولا يُضمِرُ ، يُحِبُّ ويَرضى‏ مِن غَيرِ رِقَّةٍ ، ويُبغِضُ ويَغضَبُ مِن غَيرِ مَشَقَّةٍ .۴

۱۲۷۱۰.عنه عليه السلام: قَريبٌ مِنَ الأشياءِ غَيرُ مُلابِسٍ، بَعيدٌ مِنها غَيرُ مُباينٍ ، مُتَكَلِّمٌ لا بِرَوِيَّةٍ ، مُريدٌ لا بِهمَّةٍ ، صانِعٌ لا بِجارِحَةٍ ، لَطيفٌ لا يُوصَفُ بِالخَفاءِ ، كَبيرٌ لا يُوصَفُ بِالجَفاءِ ، بَصيرٌ لا يُوصَفُ

1.نهج‏البلاغة : الخطبة ۴۹ .

2.الكافي : ۸/۱۸/ ۴ ، انظر تمام الحديث.

3.انظر) بحار الأنوار : ۷۷ / ۳۸۱ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۶ .

الصفحه من 60