الدرّاك أمر ولا سبب ، هو المتفرّد بخلق الأرواح والأجسام ، فإذا نفى عنه الشّبهَينِ - شبه الأبدان وشبه الأرواح - فقد عَرفَ اللَّهَ باللَّه ، وإذا شبّهه بالروح أو البدن أو النور فلم يعرف اللَّه باللَّه .۱
وقال الصدوق رضوان اللَّه عليه بعد ذكر أحاديث باب «أ نّه عَزَّوجلَّ لايُعرَفُ إلّا به» : القول الصواب في هذا الباب هو أن يقال : عَرَفنا اللَّهَ باللَّه ؛ لأنّا إن عَرَفناه بعقولنا فهو عَزَّوجلَّ واهبها ، وإن عرفناه عَزَّوجلَّ بأنبيائه ورسله وحججه عليهم السلام فهو عَزَّوجلَّ باعثهم ومُرسلهم ومُتّخذهم حُجَجاً ، وإن عَرَفناه بأنفسنا فهو عَزَّوجلَّ مُحدِثها، فبه عرفناه .۲
۱۲۴۱۹.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- لمّا سُئِلَ : بِمَ عَرَفتَ رَبَّكَ ؟ -: بِما عَرَّفَني نَفسَهُ . قيلَ : وكَيفَ عَرَّفَكَ نَفسَهُ ؟
قالَ : لا يُشبِهُهُ صُورَةٌ ، ولا يُحَسُّ بِالحَواسِّ ، ولا يُقاسُ بِالنّاسِ .۳
۱۲۴۲۰.الإقبال : الإمامُ زينُ العابدينَ عليه السلام - في الدّعاءِ - : بِكَ عَرَفتُكَ و أنتَ دَلَلتَني عَلَيكَ و دَعَوتَني إلَيكَ ، و لَولا أنتَ لَم أدرِ ما أنتَ .۴
وفي خبرٍ عن الإمامِ الصّادقِ عليه السلام : ألا إنَّهُ قَدِ احتَجَّ عَلَيكُم بِما قَد عَرَّفَكُم مِن نَفسِهِ .۵
۱۲۴۲۱.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : مَن زَعَمَ أ نَّهُ يَعرِفُ اللَّهَ بِحِجابٍ أو بِصُورَةٍ أو بِمِثالٍ فهُوَ مُشرِكٌ ؛ لِأنَّ الحِجابَ والمِثالَ والصُّورَةَ غَيرُهُ ، وإنَّما هُوَ واحِدٌ مُوَحَّدٌ ، فكَيفَ يُوَحِّدُ مَن زَعَمَ أ نَّهُ عَرَفَهُ بِغَيرِهِ ؟ ! إنَّما عَرَفَ اللَّهَ مَن عَرَفَهُ بِاللَّهِ ، فَمَن لَم يَعرِفْهُ بِهِ فلَيسَ يَعرِفُهُ ، إنَّما يَعرِفُ غَيرَهُ ... لا يُدرِكُ مَخلوقٌ شَيئاً إلّا بِاللَّهِ ، ولا تُدرَكُ مَعرِفةُ اللَّهِ إلّا بِاللَّهِ .۶
1.نقل الصدوق هذا الكلام في كتاب التوحيد في الصفحة ۲۸۸ بإسناده إلى الكلينيّ بتفاوت ، فراجع .
2.التوحيد : ۲۹۰/۱۰ .
3.الكافي : ۱/۸۵/۲ .
4.الإقبال : ۱/۱۵۷ .
5.الكافي : ۱/۸۶/۳ .
6.التوحيد : ۱۴۳/۷ .