العقل‏ - الصفحه 13

والظنّ : هو التصديق الراجح وإن لم يبلغ حدَّ الجزم والقطع ، وكذا الحسبان ، غير أنّ الحسبان كأنّ استعماله في الإدراك الظنّيّ استعمال استعاريّ ، كالعدّ بمعنَى الظنّ ، وأصله من نحو قولنا : عدّ زيداً من الأبطال وحسبه منهم ، أي ألحقه بهم في العَدّ والحساب .
والشعور : هو الإدراك الدقيق ، مأخوذ من الشَّعر لدقّته ، ويَغلب استعماله في المحسوس دون المعقول، ومنه إطلاق المشاعر للحواسّ .
والذِّكر : هو استحضار الصورة المخزونة في الذهن بعد غيبته عن الإدراك ، أو حفظه من أن يغيب عن الإدراك .
والعِرفان والمعرفة : تطبيق الصورة الحاصلة في المدركة على‏ ما هو مخزون في الذهن ؛ ولذا قيل : إنّه إدراك بعد علم سابق .
والفهم : نوع انفعال للذهن عن الخارج عنه بانتقاش الصورة فيه .
والفقه : هو التثبّت في هذه الصورة المنتقشة فيه ، والاستقرار في التصديق .
والدراية : هو التوغّل في ذلك التثبّت والاستقرار حتّى‏ يدرك خصوصيّة المعلوم وخباياه ومزاياه ، ولذا يستعمل في مقام تفخيم الأمر وتعظيمه ، قال تعالى‏ : (الحاقَّةُ * ما الحاقَّةُ * وما أدْراكَ ما الحاقَّةُ)۱ ، وقال تعالى‏ : (إنّا أنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدْرِ * وما أدْراكَ ما لَيلَةُ القَدْرِ) .۲
واليقين : هو اشتداد الإدراك الذهنيّ بحيث لا يقبل الزوالَ والوهن .
والفكر : نحو سَير ومرور علَى المعلومات الموجودة الحاضرة لتحصيل ما يلازمها من المجهولات .
والرأي : هو التصديق الحاصل من الفكر والتروّي ، غير أنّه يَغلب استعماله في العلوم العمليّة ممّا ينبغي فعله وما لا ينبغي دون العلوم النظريّة الراجعة إلى الاُمور التكوينيّة ، ويقرب

1.الحاقّة : ۱ - ۳ .

2.القدر : ۱ و ۲ .

الصفحه من 34