المَعاد - الصفحه 14

(وَاللَّهُ الَّذِي أرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إلَى‏ بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأحْيَيْنا بِهِ الْأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ) .۱

(فَأنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى‏ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) .۲

التّفسير :

قال العلّامة الطباطبائيّ في تفسير الآية الاُولى‏ : والمراد بقوله : (إنَّ ذلِكَ لَمُحْيي المَوتى‏) الدلالة علَى المماثلة بين إحياء الأرض الميّتة وإحياء الموتى‏ ؛ إذ في كلٍّ منهما موت - هو سقوط آثار الحياة من شي‏ءٍ محفوظ - وحياة هي تجدّد تلك الآثار بعد سقوطها ، وقد تحقّق الإحياء في الأرض والنبات ، وحياة الإنسان وغيره من ذوي الحياة مثلها ، وحكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد ، فإذا جاز الإحياء في بعض هذه الأمثال - وهو الأرض والنبات - فليجز فِي البعض الآخر .۳
وقال - في قوله تعالى‏ : (فَأحيَينا بِهِ الأرضَ بَعدَ مَوتِها) - : وأنبتنا فيها نباتاً بعد ما لم تكن ، ونسبة الإحياء إلى الأرض وإن كانت مجازيّة لكن نسبته إلى النبات حقيقيّة ، وأعمال النبات من التغذية والنموّ وتوليد المِثل وما يتعلّق بذلك أعمال حيويّة تنبعث من أصل الحياة .
ولذلك شبّه البعث وإحياء الأموات بعد موتهم بإحياء الأرض بعد موتها ؛ أي إنبات النبات بعد توقّفه عن العمل وركوده فِي الشتاء ، فقال : (كَذلِكَ النُّشورُ) ، أي البعث ، فالنشور بسط الأموات يوم القيامة بعد إحيائهم وإخراجهم من القبور .۴

2927 - الدَّليلُ الخامِسُ لِإثباتِ المَعادِ

الكتاب :

(أوَلَمْ يَرَوْا أنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلَى‏ أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى‏ بَلَى‏ إنَّهُ عَلَى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ) .۵

1.فاطر : ۹ .

2.الأعراف : ۵۷ .

3.الميزان في تفسير القرآن : ۱۶/۲۰۳ .

4.الميزان في تفسير القرآن : ۱۷/۲۱ .

5.الأحقاف : ۳۳ .

الصفحه من 22