المَعاد - الصفحه 18

فالبدن اللاحق من الإنسان إذا اعتُبِر بالقياس إلَى البدن السابق منه كان مِثلَه لا عَينَه ، لكنّ الإنسان ذا البدن اللاحق إذا قِيس إلَى الإنسان ذي البدن السابق كان عينَه لا مِثلَه ؛ لأنّ الشخصيّة بالنفس وهي واحدة بعينها.
ولمّا كان استبعاد المشركين في قولهم : (مَن يُحْيي العِظامَ وَهِيَ رَميمٌ) راجعاً إلى‏ خلق البدن الجديد دون النفس ، أجاب سبحانه بإثبات إمكان خلق مِثلهم ، وأمّا عَودهم بأعيانهم فهو إنّما يتمّ بتعلّق النفوس والأرواح المحفوظة عند اللَّه بالأبدان المخلوقة جديداً ، فتكون الأشخاص الموجودِين فِي الدنيا من الناس بأعيانهم كما قال تعالى‏ : (أوَلَمْ يَرَوا أنَّ اللَّهَ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى‏ أنْ يُحْييَ الْمَوتى‏)۱ فعلّق الإحياء علَى الموتى‏ بأعيانهم فقال : (عَلى‏ أنْ يُحْييَ الْمَوتى‏) ولم يقل : على أن يحيي أمثال الموتى‏ .۲

2928 - كَيفِيَّةُ المَعادِ

الكتاب :

(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى‏ قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلَى‏ عُرُوشِها قالَ أَنَّى‏ يُحْيي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأماتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عامٍ فَانظُرْ إِلَى‏ طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إلَى‏ حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أعْلَمُ أنَّ اللَّهَ عَلَى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ) .۳

(وَإذْ قالَ إبْراهِيمُ رَبِّ أرِنِي كَيْفَ تُحْيي الْمَوْتَى‏ قالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلَى‏ وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى‏ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .۴

(وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيي الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْييها الَّذِي أنْشَأها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) .۵

(أيَحْسَبُ الإنْسانُ أن لَنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلَى‏ قادِرِينَ عَلَى‏ أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) .۶

1.الأحقاف : ۳۳ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ۱۷/۱۱۲ - ۱۱۴ .

3.البقرة : ۲۵۹ .

4.البقرة : ۲۶۰ .

5.يس : ۷۸ ، ۷۹ .

6.القيامة : ۳ ، ۴ .

الصفحه من 22