فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالاُنْثَى * ألَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلَى أنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) .۱
(فَلْيَنْظُرِ الْإنْسانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ * إنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقادِرٌ) .۲
(قُلْ أمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأكُمْ تَعُودُونَ) .۳
(وَيَقُولُ الْإنْسانُ ءَإذَا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيَّاً * أوَلا يَذْكُرُ الْإنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً) .۴
الحديث :
۱۴۵۶۰.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : جاءَ اُبَيُّ بنُ خَلَفٍ فَأخَذَ عَظماً بالِياً مِن حائطٍ فَفَتَّهُ ، ثُمَّ قالَ : يا مُحمَّدُ، إذا كُنّا عِظاماً ورُفاتاً أئنّا لَمَبعوثونَ ؟ فأنزَلَ اللَّهُ : (مَن يُحْيي العِظامَ وَهِيَ رَميمٌ * قُلْ يُحْييها الّذي أنْشَأها أوَّلَ مَرَّةٍ وهُوَ بكُلِّ خَلقٍ عَليمٌ) .۵
التّفسير :
قوله تعالى : (ذلِكَ بِأنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ وأ نَّهُ يُحْيي المَوتى وأ نَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ) «ذلك» : إشارة إلى ما ذكر في الآية السابقة من خلق الإنسان والنبات وتدبير أمرهما حدوثاً وبقاءً ، خلقاً وتدبيراً واقعيّين لا ريب فيهما .
والذي يعطيه السياق : أنّ المراد بالحقّ نفس الحقّ ؛ أعني أ نّه ليس وصفاً قائماً مقام موصوف محذوف هو الخبر ، فهو تعالى نفس الحقّ الذي يحقّق كلّ شيءٍ حقّ ، ويجري فيالأشياء النظام الحقّ ، فكونه تعالى حقّاً يتحقّق به كلّ شيء حقّ هو السبب لهذه الموجودات الحقّة والنظامات الحقّة الجارية فيها ، وهي جميعاً تكشف عن كونه تعالى هو الحقّ .
وقوله : (وأ نَّهُ يُحْيي المَوتى) معطوف على ما قبله ؛ أي المذكور في الآية السابقة من صيرورة التراب الميّت بالانتقال من حال إلى حال إنساناً حيّاً ، وكذا صيرورة الأرض الميّتة بنزول الماء نباتاً حيّاً ، واستمرار هذا الأمر بسبب أنّ اللَّه يحيي الموتى ويستمرّ منه ذلك .
1.القيامة : ۳۶ - ۴۰ .
2.الطارق : ۵ - ۸ .
3.الأعراف : ۲۹ .
4.مريم : ۶۶ ، ۶۷ .
5.بحار الأنوار : ۷/۴۲/۱۸ .