الحديث :
۱۵۰۳۳.كنز العمّال عن إياسِ بنِ سَلمةَ عن أبيهِ : خَرَجنا مَع رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله في غَزوَةِ الحُدَيبيَةِ ، فَنَحَرَ مِئةَ بَدَنَةٍ ونحنُ سَبعَ عشرَةَ مِئةً ومَعَهُم عِدَّةُ السِّلاحِ والرِّجالِ والخَيلِ ، وكانَ في بُدنِهِ جَمَلُ أبِي جَهلٍ ، فَنَزَلَ الحُدَيبيَةَ فَصالَحَتهُ قُرَيشٌ على أنَّ هذا الهَديَ مَحِلُّهُ حيثُ حَبَسناهُ .۱
۱۵۰۳۴.كنز العمّال عن إياسِ بنِ سَلمةَ عن أبيهِ : بَعَثَت قُرَيشٌ سُهَيلَ بنَ عَمرٍو وحُوَيطِبَ بنَ عَبدِ العُزّى ومكرزَ بنَ حَفصٍ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لِيُصالِحُوهُ ، فلَمّا رَآهُم رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فيهِم سُهَيلٌ قالَ : قد سَهَّلَ مِن أمرِكُمُ القَومُ يَأتُونَ إليكُم بِأرحامِكُم وسائلُوكُم الصُّلحَ ؛ فَابعَثُوا الهَديَ وأظهِرُوا بالتَّلبِيَةِ لَعَلَّ ذلك يُلِينُ قُلُوبَهُم ، فَلَبَّوا مِن نَواحِيالعَسكَرِ حتّى ارتَجَّت أصواتُهُم بالتَّلبِيَةِ ، فَجاؤوهُ فَسَألُوهُ الصُّلحَ .
فَبَينَما الناسُ قد تَوادَعُوا وفيالمُسلِمينَ ناسٌ مِن المُشركينَ وفِي المُشركينَ ناسٌ مِن المُسلمينَ ، فَفَتَكَ أبو سُفيانَ فإذا الوادِي يَسِيلُ بالرِّجالِ والسِّلاحِ ، قالَ سَلمةُ : فَجِئتُ بسِتَّةٍ مِن المُشركينَ مُسَلَّحينَ أسُوقُهُم مايَملِكُونَ لأنفُسِهِم نَفعاً ولا ضَرّاً ، فَأتَينا بِهِمُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وآله فلَم يَسلُبْ ولَم يَقتُلْ وعَفا ، فَشَدَدنا على ما في أيدِي المُشركينَ مِنّا فما تَرَكْنا فيهِم رَجُلاً مِنّا إلّا استَنقَذناهُ ، وغَلَبنا على مَن في أيدِينا مِنهُم .
ثُمَّ إنَّ قُرَيشاً أتَت سُهَيلَ بنَ عَمرٍو وحُوَيطِبَ ابنَ عبدِ العُزّى فَوَلُوا صُلحَهُم ، وبَعثَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وآله عليّاً وطَلحَةَ فكَتَبَ عليٌّ بَينَهُم : بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ هذا ما صالَحَ علَيهِ محمّدٌ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قُرَيشاً ، صالَحَهُم على أنَّهُ لا إغلالَ ، ولا إسلالَ۲ ، وعلى أنّهُ مَن قَدِمَ مَكَّةَ مِن أصحابِ محمّدٍ حاجّاً أو مُعتَمِراً أو يَبتَغِي مِن فَضلِ اللَّهِ فهُو آمِنٌ
1.كنز العمّال : ۳۰۱۴۸ .
2.الإغلال : الخيانة أو السرقة الخفيّة ، والإسلال : من سلّ البعير وغيره في جوف الليل إذا انتزعه من بين الإبل ، وهي السلة. (النهاية : ۳/ ۳۸۰).