تَكتَفِي الرِّجالُ مِنهُم بالرِّجالِ والنِّساءُ بالنِّساءِ ، فعِندَ ذلكَ الغَمُّ الغَميمُ والبُكاءُ الطَّويلُ والوَيلُ والعَويلُ لأهلِ الزَّوراءِ مِن سَطَواتِ التُّركِ ، وما هُمُ التُّركُ ؟ ! قَومٌ صِغارُ الحَدَقِ وُجوهُهُم كالمَجانِّ المُطَرَّقَةِ ، لِباسُهُمُ الحَديدُ ، جُردٌ مُردٌ ، يَقدُمُهُم مَلِكٌ يَأتي مِن حيثُ بَدا مُلكُهُم ، جَهوَرِيُّ الصَّوتِ قَويُّ الصَّولَةِ عالِي الهِمَّةِ لايَمُرُّ بمَدينَةٍ إلّا فَتَحَها ، ولا تُرفَعُ علَيهِ رايَةٌ إلّا نَكَّسَها ، الوَيلُ الوَيلُ لِمَن ناواهُ ، فلا يَزالُ كذلكَ حتّى يَظفَرَ» . فلمّا وصَفَ لنا ذلكَ ووَجَدنا الصِّفاتِ فيكُم رَجَوناكَ فَقَصَدناكَ ، فطَيَّبَ قُلوبَهُم وكَتَبَ لَهُم فَرماناً باسمِ والِدي رحمة اللَّه عليه يُطَيِّبُ فيهِ قُلوبَ أهلِ الحِلَّةِ وأعمالِها .۱
۱۵۵۴۵.شرح نهج البلاغة عن المُبَرِّد : إنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام لمّا وُلدَ لعبدِ اللَّهِ بن عبّاس مَولودٌ فَقَدَه وَقتَ صلاةِ الظُّهرِ، فقال : مابالُ ابنِ العَبّاسِ لم يَحضُرْ ! قالوا : وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ ذَكَرٌ يا أميرَ المؤمنينَ ، قالَ : فَامضُوا بِنا إلَيهِ ، فَأتاهُ فقالَ لَهُ : شَكَرتَ الواهِبَ ، وبُورِكَ لكَ فِي المَوهوبِ ! ما سَمَّيتَهُ ؟ فقالَ : يا أميرَ المؤمنينَ ، أوَيَجُوزُ لي أن اُسَمِّيَهُ حتّى تُسَمِّيَهُ ؟! فقال : أخرِجْهُ إلَيَّ ، فَأخرَجَهُ ، فَأخَذَهُ فَحَنَّكَهُ ودَعا لَهُ ، ثمّ رَدَّهُ إلَيهِ وقالَ : خُذْ إلَيكَ أبا الأملاكِ ، وقد سَمَّيتُهُ عَليّاً ، وكَنَّيتُهُ أبا الحَسَنِ .۲
۱۵۵۴۶.كنز العمّال عن حبيب بن أبي ثابتٍ : قالَ عليٌّ عليه السلام لِرجُلٍ : لا مُتَّ حَتّى تُدرِكَ فَتى ثَقيفٍ ! قيلَ : ياأميرَ المؤمنينَ ، مافَتى ثَقيفٍ ؟ قالَ : لَيُقالَنَّ لَهُ يَومَ القِيامَةِ : اِكفِنا زاويَةً مِن زَوايا جَهَنَّمَ ! رجُلٌ يَملِكُ عِشرينَ أو بِضعاً وعِشرينَ سَنَةً لايَدَعُ للَّهِِ مَعصيَةً إلّا ارتَكَبَها .۳
۱۵۵۴۷.شرح نهجالبلاغة عن هرثمة بن سليمٍ: غَزَونا مَع عليٍّ عليه السلام صِفِّينَ ، فلَمّا نَزَلَ بِكَربلاءَ صَلّى بِنا ، فلمّا سَلَّمَ رَفَعَ إلَيهِ مِن تُربَتِها فَشَمَّها ، ثُمّ قالَ : واهاً لكِ ياتُربَةُ ! لَيُحشَرَنَّ مِنكِ قَومٌ يَدخُلُونَ الجَنَّةَ بغيرِ حِسابٍ .۴
1.كشف اليقين : ۱۰۰/۹۳ .
2.شرح نهج البلاغة: ۷/۱۴۸ .
3.كنز العمّال : ۳۱۷۴۹ .
4.شرح نهج البلاغة: ۳/۱۶۹ ، انظر أيضاً: ص ۱۶۹ - ۱۷۱ .