أن يَخرُجَ يَتَخَلّى !۱
۱۵۵۲۲.شرح نهج البلاغة : لمّا خَرَجَت عائشةُ وطَلحَةُ والزُّبيرُ مِن مَكَّةَ إلَى البصرةِ ، طَرَقَت ماءَ الحَوأبِ - وهُو ماءٌ لِبَني عامِرِ بنِ صَعصَعَةَ - فَنَبَحَتهُمُ الكِلابُ ، فَنَفَرَت صِعابُ إبلِهِم ، فقالَ قائلٌ مِنهُم : لَعَنَ اللَّهُ الحَوأبَ ، فما أكثَرَ كِلابَها ! فلمّا سَمِعَت عائشةُ ذِكرَ الحَوأبِ قالَت : أهذا ماءُ الحَوأبِ ؟ قالوا : نَعَم ، فقالَت : رُدُّوني رُدُّوني ! فَسَألُوها ما شَأنُها ؟ ما بَدا لَها ؟ فقالت : إنّي سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يقولُ : كأنّي بِكِلابِ ماءٍ يُدعَى الحَوأبَ ، قد نَبَحَت بعضَ نِسائي ، ثُمّ قالَ لي : إيّاكِ يا حُمَيراءُ أن تَكُونِيها !
فقالَ لها الزبيرُ : مَهلاً يَرحَمُكِ اللَّهُ ، فإنّا قد جُزنا ماءَ الحَوأبِ بفَراسِخَ كثيرَةٍ ! فقالت : أعِندَكَ مَن يَشهَدُ بأنَّ هذهِ الكِلابَ النابِحَةَ ليسَت على ماءِ الحَوأبِ ؟ فَلَفَّقَ لها الزُّبيرُ وطَلحَةُ خَمسينَ أعرابيّاً جَعَلا لهم جُعلاً ، فَحَلَفُوا لها وشَهِدُوا أنَّ هذا الماءَ ليسَ بماءِ الحَوأبِ ! فكانَت هذهِ أوَّلَ شَهادَةِ زُورٍ في الإسلامِ ، فَسارَت عائشةُ لِوَجهِها .۲
۱۵۵۲۳.التشريف بالمنن عن قيس بن أبيحازمٍ عن عائشةَ عنِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وآله أ نّه قالَ لأزواجِهِ : أيَّتُكُنَّ التي تَنبَحُها كِلابُ الحَوأبِ ؟ ! فلمّا مَرَّت عائشةُ نَبَحَتِ الكِلابُ، فَسَألَت عنهُ فقِيلَ لها: هذا ماءُ الحَوأبِ، قالَت: ما أظُنُّني إلّا راجِعَةً، قيلَ لها: يا اُمَّ المؤمنينَ، إنّما تُصلِحينَ بينَ الناسِ !۳
۱۵۵۲۴.كنز العمّال عن قتادة : إنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله لَقِيَهُما [ عليّاً عليه السلام والزُّبيرَ ]في سَقِيفَةِ بني ساعِدَةَ ، فقالَ : أتُحِبُّهُ يازبيرُ ؟ قالَ : وما يَمنَعُني ؟! قالَ : فكيفَ بكَ إذا قاتَلتَهُ وأنتَ ظالِمٌ لَهُ ؟!۴
۱۵۵۲۵.كنز العمّال عن حُذَيفة : علَيكُم بالفِئَةِ التي فيها ابنُ سُمَيَّةَ ؛ فإنّي سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يقول : تَقتُلُهُ الفِئةُ الباغِيَةُ.۵
1.الكافي : ۸/۲۱۶/۲۶۴ ، وهذا الخبر ممّا رواه الخاصّة والعامّة بأسانيد كثيرة ، بل قد يقال : إنّه من المتواترات . (راجع الغزوة : باب ۳۰۰۷ «غزوة الأحزاب») .
2.شرح نهج البلاغة: ۹/۳۱۰ .
3.التشريف بالمنن : ۷۶/۱۸ .
4.كنز العمّال : ۳۱۶۵۱ .
5.كنز العمّال: ۳۱۷۱۹ والظاهر أنّ الأخبار في هذا المعنى متواترة ، فراجع كنز العمّال : ۱۱/۷۲۳ - ۷۲۸ .