عید الفطر - الصفحه 19

اللّهُمّ اجعَل فيما تَقضي وتُقَدِّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ ، وفيما تَفرُقُ مِنَ الأَمرِ الحَكيمِ في لَيلَةِ القَدرِ ، فِي القَضاءِ الَّذي لايُرَدُّ ولا يُبَدَّلُ ولا يُغَيَّرُ ، أن تَكتُبَني مِن حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ ، المَبرورِ ۱ حَجُّهُمُ المَشكورِ سَعيُهُمُ ، المَغفورِ ذَنبُهُمُ المُكَفَّرِ عَنهُم سَيِّئاتُهُم ، وَاجعَل فيما تَقضي وتُقَدِّرُ أن تُعتِقَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ ولَم يَسأَلِ العِبادُ مِثلَكَ كَرَما وجودا ، وأرغَبُ إلَيكَ ولَم يُرغَب إلى مِثلِكَ ، أنتَ مَوضِعُ مَسأَلَةِ السّائِلينَ ، ومُنتَهى رَغبَةِ الرّاغِبينَ ، أسأَلُكَ بِأَعظَمِ المَسائِلِ كُلِّها وأفضَلِها وأنجَحِهَا الَّتي يَنبَغي لِلعِبادِ أن يَسأَلوكَ بِها ، يا أللّهُ يا رَحمانُ يا رَحيمُ ، وبِأَسمائِكَ ما عَلِمتُ مِنها وما لَم أعلَم ، وبِأَسمائِكَ الحُسنى ، وأمثالِكَ العُليا ، وبِنِعمَتِكَ الَّتي لا تُحصى ، وبِأَكرَمِ أسمائِكَ عَلَيكَ وأحَبِّها إلَيكَ وأشَرَفِها عِندَكَ مَنزِلَةً وأقرَبِها مِنكَ وَسيلَةً ، وأجزَلِها مِنكَ ثَوابا ، وأسرَعِها لَدَيكَ إجابَةً ، وبِاسمِكَ المَكنونِ المَخزونِ ، الحَيِّ القَيّومِ ، الأَكبَرِ الأَجَلِّ ، الَّذي تُحِبُّهُ وتَهواهُ وتَرضى بِهِ عَمَّن دَعاكَ بِهِ ، وتَستَجيبُ لَهُ دُعاءَهُ ، وحَقٌّ عَلَيكَ ألاّ تُخَيِّبَ سائِلَكَ .
وأسأَلُكَ بِكُلِّ اسمٍ هُوَ لَكَ فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ ، وبِكُلِّ اسمٍ دَعاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرشِكَ ، ومَلائِكَةُ سَماواتِكَ وسُكّانُ أرضِكَ ، مِن نَبِيٍّ أو صِدّيقٍ أو شَهيدٍ ، وبِحَقِّ الرّاغِبينَ إلَيكَ الفَرِقينَ مِنكَ المُتَعَوِّذينَ بِكَ ، وبِحَقِّ مُجاوِري بَيتِكَ الحَرامِ حُجّاجا ومُعتَمِرينَ ومُقَدِّسينَ ، وَالمُجاهِدينَ في سَبيلِكَ ، وبِحَقِّ كُلِّ عَبدٍ مُتَعَبِّدٍ لَكَ في بَرٍّ أو بَحرٍ أو سَهلٍ أو جَبَلٍ ، أدعوكَ دُعاءَ مَن قَدِ اشتَدَّت فاقَتُهُ ، وكَثُرَت ذُنوبُهُ ، وعَظُمَ جُرمُهُ ، وضَعُفَ كَدحُهُ ، دُعاءَ مَن لا يَجِدُ لِنَفسِهِ سادّا ، ولا لِضَعفِهِ

1.المَبْرُور : الّذي لايخالطه شيء من المآثم ، وقيل : هو المقبول (النهاية : ۱ / ۱۱۷) .

الصفحه من 120