عید الفطر - الصفحه 82

قُلوبَهُم أحقاداً بَدرِيَّةً وخَيبَرِيَّةً وحُنَينِيَّةً وغَيرَهُنَّ . فَأَضَبَّت ۱ عَلى عَداوَتِهِ وأكَبَّت عَلى مُنابَذَتِهِ ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ ۲ وَالقاسِطينَ وَالمارِقينَ .
ولَمّا قَضى نَحبَهُ وقَتَلَهُ أشقَى الآخِرينَ يَتبَعُ أشقَى الأَوَّلينَ ، لَم يُمتَثَل أمرُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي الهادينَ بَعدَ الهادينَ ، وَالأُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وإقصاءِ وُلدِهِ ، إلاَّ القَليلَ مِمَّن وَفى لِرِعايَتِهِ فيهِم .
فَقُتِلَ مَن قُتِلَ ، وسُبِيَ مَن سُبِيَ ، واُقصِيَ مَن اُقصِيَ ، وجَرَى القَضاءُ لَهُم بِما يُرجى لَهُ حُسنُ المَثوبَةِ ، وكانَتِ الأَرضُ للّهِِ يورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ ، وسُبحانَ رَبِّنا إن كانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعولاً ، ولَن يُخلِفَ اللّهُ وَعدَهُ وهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ .
فَعَلى الأَطايِبِ مِن أهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ ـ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِما وآلِهِما ـ فَليَبكِ الباكونَ ، وإيّاهُم فَليَندُبِ النّادِبونَ ، ولِمِثلِهِم فَلتُذرَفِ الدُّموعُ ، وَليَصرُخِ الصّارِخونَ [ ويَضِجَّ الضّاجّونَ ] ۳ ويَعِجَّ العاجّونَ .
أينَ الحَسَنُ ؟ أينَ الحُسَينُ؟ أينَ أبناءُ الحُسَينِ؟ صالِحٌ بَعدَ صالِحٍ وصادِقٌ بَعدَ صادِقٍ ، أيَن السَّبيلُ بَعدَ السَّبيلِ؟ أينَ الخِيَرَةُ بَعدَ الخِيَرَةِ؟ أينَ الشُّموسُ الطّالِعَةُ ؟ أينَ الأَقمارُ المُنيرَةُ ؟ أينَ الأَنجُمُ الزّاهِرَةُ ؟ أينَ أعلامُ الدّينِ وقَواعِدُ العِلمِ ؟
أينَ بَقِيَّةُ اللّهِ الَّتي لاتَخلو مِنَ العِترَةِ الهادِيَةِ ؟ أينَ المُعَدُّ لِقَطعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ ؟ أينَ المُنتَظَرُ لاِءِقامَةِ الأَمتِ ۴ وَالعِوَجِ؟ أينَ المُرتجى لاِءزالَةِ الجَورِ

1.أضبّوا عليه : أي أكثروا . يقال : أضبّوا؛ إذا تكلّموا متتابعاً ، وإذا نهضوا في الأمر جميعاً (النهاية : ۳ / ۷۰).

2.الناكثون : أهل الجمل لأنهم نكثوا البيعة ؛ أي نقضوها ، والقاسطون : أهل صفّين ، لأنّهم جاروا في حكمهم وبغوا عليهم ، والمارقون : الخوارج ، لأنّهم مرقوا من الدين (مجمع البحرين : ۳ / ۱۸۳۰) .

3.ما بين المعقوفين أثبتناه من بعض النسخ .

4.الأمْتَ : الانخفاض والارتفاع والاختلاف في الشيء (لسان العرب : ۲ / ۵) .

الصفحه من 120