يهدم الكعبة ويعيد بناءها ، فأتى لها بالجصّ النّقيّ مِن اليمن ، وبناها به ، وأدخل الحِجر في البيت ، وألصق الباب بالأرض ، وجعل قبالته باباً آخر ليدخل الناس من باب ويخرجوا من آخر ، وجعل ارتفاع البيت سبعة وعشرين ذراعاً . ولمّا فرغ من بنائها ضمخها بالمسك والعبير داخلاً وخارجاً ، وكساها بالديباج ، وكان فراغه من بنائها 17 رجب سنة 64 هجرية .
ثمّ لمّا تولّى عبد الملك بن مروان الخلافة بعث الحجّاجَ بن يوسف قائده فحارب ابنَ الزبير حتّى غلبه فقتله ، ودخل البيت فأخبر عبد الملك بما أحدثه ابن الزبير في الكعبة ، فأمره بإرجاعِها إلى شكلها الأوّل ، فهدم الحجّاج من جانبها الشماليّ ستة أذرع وشبراً ، وبنى ذلك الجدارَ على أساس قريش ، ورفع البابَ الشرقيّ وسدّ الغربيّ ثمّ كبس أرضها بالحجارة التي فضلت منها .
ولمّا تولّى السلطان سليمان العثمانيّ المُلكَ سنة ستّين وتسعمائة غيّر سقفها .
ولمّا تولّى السلطان أحمد العثمانيّ سنة إحدى وعشرين بعد الألف أحدث فيها ترميماً ، ولمّا حدث السيل العظيم سنة تسع وثلاثين بعد الألف هدم بعض حوائطها الشماليّة والشرقيّة والغربيّة ، فأمر السلطان مراد الرابع من ملوك آل عثمان بترميمها. ولم يَزَل على ذلك حتَّى اليوم ، وهو سنة ألف وثلاثمائة وخمس وسبعين هجريّة قمريّة وسنة ألف وثلاثمائة وثمانية وثلاثين هجريّة شمسيّة .
شكل الكعبة :
شكل الكعبة مربّع تقريباً ، وهي مبنيّة بالحجارة الزرقاء الصُّلبة ، ويبلغ ارتفاعها ستة عشر متراً ، وقد كانت في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أخفضَ منه بكثير على ما يستفاد من حديث رفع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله عليّاً عليه السلام على عاتقه يوم الفتح لأخذ الأصنام التي كانت علَى الكعبة وكسرها.