القِبلَة - الصفحه 4

بِعَضُدَيهِ وحَوَّلَهُ إلَى الكعبَةِ وأنزَلَ علَيهِ : (قَد نَرى‏ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسجِدِ الحَرامِ) وكانَ صَلّى‏ رَكعَتَينِ إلى‏ بَيتِ المَقدِسِ ورَكعَتَينِ إلَى الكعبَةِ ، فقالَتِ اليَهودُ والسُّفَهاءُ : ما وَلّاهُم عن قِبلَتِهِمُ التي كانوا علَيها ؟!۱

۱۶۴۴۵.الإمامُ العسكريُّ عليه السلام- في قولِهِ تعالى‏ :(وإن كانَتْ لَكبيرَةً إلّا علَى الّذينَ هَدَى اللَّهُ)-: أي إن كانَ التَّوجُّهُ إلَى بَيتِ المَقدِسِ في ذلكَ الوَقتِ كبيرَةً إلّا على‏ مَن يَهدي اللَّهُ ، فَعَرَفَ أنَّ اللَّهَ يَتَعبَّدُ بخِلافِ ما يُريدُهُ المَرءُ لِيَبتَليَ طاعَتَهُ في مُخالَفَةِ هَواهُ ۲ . ۳

بحثٌ علميٌّ :

تشريع القبلة في الإسلام ، واعتبار الاستقبال في الصلاة - وهي عبادة عامَّة بين المسلمين - وكذا في الذبائح ، وغير ذلك ممّا يُبتلى‏ به عموم الناس أحوَجَ الناسَ إلى البحث عن جهة القِبلة وتعيينها . وقد كان ذلك منهم في أوَّل الأمر بالظنِّ والحِسبان ونوع من التخمين ، ثمّ استنهض الحاجة العموميّة الرياضيِّين من علمائهم أن يقرِّبوه من التحقيق ، فاستفادوا من الجداول الموضوعة في الزِّيجات لبيان عرض البلاد وطولها ، واستخرجوا انحراف مكّة عن نقطة الجنوب في البلد ، أي انحراف الخطِّ الموصول بين البلد ومكّة عن الخطِّ الموصول بين البلد ونقطة الجنوب (خطّ نصف النهار) بحساب الجُيوب والمُثلّثات ، ثمّ عيَّنوا ذلك في كلِّ بلدة من بلاد الإسلام بالدائرة الهنديَّة المعروفة المعيّنة لخطِّ نصف النهار ، ثمّ درجات الانحراف وخطّ القبلة .
ثمّ استعملوا لتسريع العمل وسهولته الآلة المغناطيسيّة المعروفة بالحكِّ ، فإنّها بعقربتها تعيِّن جهة الشمال والجنوب ، فتنوب عن الدائرة الهنديّة في تعيين نقطة الجنوب ،

1.مجمع البيان : ۱/۴۱۳ .

2.الاحتجاج : ۱/۸۶/۲۵ .

3.قال العلّامة الطباطبائيّ رحمة اللَّه عليه : الروايات الواردة من طرق العامّة والخاصّة كثيرة مُودعَة في جوامع الحديث قريبة المضامين ، وقد اختُلف في تاريخ الواقعة ، وأكثرها - وهو الأصحّ - أنّها كانت في رجب السنة الثانية من الهجرة الشهر السابع عشر منها. (الميزان في تفسير القرآن : ۱/۳۳۱) .

الصفحه من 14