القِبلَة - الصفحه 6

57 دقيقة وطول 39 درجة [و ]59 دقيقة وانحراف صفر درجة 45 دقيقة تقريباً ، وانطبق على‏ ذلك قبلة المحراب أحسن الانطباق ، وبدت بذلك كرامة باهرة للنبيّ في قبلته التي وَجّه وجهَه إليها وهو في الصلاة ، وذكر أنّ جبرئيل أخذ بيده وحوّل وجهه إلى الكعبة ، صدق اللَّه ورسوله .
ثمّ استخرج بعده المهندس الفاضل الزعيم عبدالرزاق البغائريّ رحمة اللَّه عليه قبلة أكثر بقاع الأرض ، ونشر فيها رسالة في معرفة القبلة ، وهي جداول يذكر فيها ألف وخمسمائة بُقعة من بقاع الأرض ، وبذلك تمّت النعمة في تشخيص القبلة .
وأمّا الجهة الثانية - وهي الجهة المغناطيسيّة - : فإنّهم وجدوا أنّ القطبَين المغناطيسيَّين في الكرة الأرضية غير منطبقَين على القطبين الجغرافيّين منها ؛ فإنّ القطب المغناطيسيّ الشماليّ مثلاً على‏ أنّه متغيّر بمرور الزمان بينه وبين القطب الجغرافيائيّ الشماليّ ما يقرب من ألف ميل ، وعلى هذا فالحكّ لا يشخّص القطب الجنوبيّ الجغرافيّ بعينه ، بل ربما بلغ التفاوت إلى‏ ما لا يُتسامح فيه . وقد أنهض هذا المهندس الرياضيّ الفاضل الزعيم حسين علي رزم آرا في هذه الأيام وهي سنة 1332 هجريّة شمسيّة على‏ حلّ هذه المعضلة ، واستخراج مقدار التفاوت بين القطبَين الجغرافيّ والمغناطيسيّ بحسب النقاط المختلفة ، وتشخيص انحراف القبلة من القطب المغناطيسيّ فيما يقرب من ألف بقعة من بقاع الأرض ، واختراع حكّ يتضمّن التقريب القريب من التحقيق في تشخيص القبلة ، وها هو اليوم دائر معمول - شكر اللَّه سعيه - .۱

بحث اجتماعيّ :

المتأمِّل في شؤون الاجتماع الإنسانيّ والناظر في الخواصّ والآثار - التي يتعقّبها هذا الأمر المسمّى بالاجتماع

1.الميزان في تفسير القرآن : ۱/۳۳۵ - ۳۳۷ .

الصفحه من 14