القضاء والقدر - الصفحه 5

الأنفالِ : (لِيَقْضِيَ اللَّهُ أمْراً كانَ مَفْعولاً)۱ أي يَفعلَ ما كانَ في عِلمِهِ السابِق ، ومِثلُ هذا في القرآنِ كثيرٌ .
أمّا قَضاءُ الإيجابِ للعَذابِ كقولِهِ تعالى‏ في سورةِ إبراهيمَ عليه السلام : (وَقالَ الشَّيطانُ لمّا قُضِيَ الأمْرُ)۲ أي لَمّا وَجَبَ العَذابُ ، ومِثلُهُ في سُورَةِ يُوسُفَ عليه السلام : (قُضِيَ الأَمرُ الّذي فيهِ تَسْتَفْتِيانِ)۳ معناهُ : أي وَجَبَ الأمرُ الذي عَنهُ تَساءلانِ .
أمّا قَضاءُ الكِتابِ والحَتمِ فقولُهُ تعالى‏ في قِصَّةِ مَريمَ : (وكانَ أمراً مَقْضِيّاً)۴ أي مَعلوماً .
وأمّا قَضاءُ الإتمامِ فقولُهُ تعالى‏ في سُورَةِ القَصَصِ : (فلَمّا قَضى‏ مُوسَى الأَجَلَ)۵ أي فلمّا أتَمَّ شَرطَهُ الذي شارَطَهُ علَيهِ ، وكَقولِ موسى‏ عليه السلام: (أيّما الأَجَلَينِ قَضَيتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ)۶مَعناهُ إذا أتمَمتُ .
وأمّا قَضاءُ الحُكمِ فقولُهُ تعالى‏: (وَقُضِيَ بَينَهُم بالحَقِّ وقيلَ الحَمدُ للَّهِ رَبِّ العالَمينَ)۷ أي حُكِمَ بينَهُم ، وقولُهُ تعالى‏ : (واللَّهُ يَقْضي بالحَقِّ والّذينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ لا يَقْضُونَ بشَي‏ءٍ إنَّ اللَّهَ هُو السَّميعُ البَصيرُ)۸وقولُهُ سبحانَهُ : (واللَّهُ يَقْضِي بالحَقِّ وهُوَ خَيرُ الفاصِلِينَ)۹ وقولُهُ تعالى‏ في سُورَةِ يُونسَ : (وقُضِيَ بَينَهُم بالقِسْطِ)۱۰.
وأمّا قَضاءُ الخَلقِ فقولُهُ سبحانَهُ : (فَقَضاهُنَّ سَبعَ سَماواتٍ في يَوْمَينِ)۱۱ أي خَلَقَهُنَّ .
وأمّا قَضاءُ إنزالِ المَوتِ فَكَقَولِ أهلِ النارِ في سُورَةِ الزُّخرُفِ : (ونادَوا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَينا رَبُّكَ قالَ إنّكُم ماكِثونَ)۱۲ أي لِيُنزِلْ علَينا المَوتَ،

1.الأنفال : ۴۲ .

2.إبراهيم : ۲۲ .

3.يوسف : ۴۱ .

4.مريم : ۲۱ .

5.القصص : ۲۹ .

6.القصص : ۲۸ .

7.الزمر : ۷۵ .

8.غافر : ۲۰ .

9.الأنعام : ۵۷ ، والآية في المصحف الكريم هكذا : «إنِ الحُكمُ إلّا للَّه يَقصّ الحقّ وهو خَيرُ الفاصلين» لكنّه أيضاً من القراءات المشهورة ، قال الطبرسيّ في المجمع : قرأ أهل الحجاز وعاصم «يقصّ الحقّ» والباقون «يقضي الحقّ» ، حجّة من قرأ «يقضي الحقّ» قوله «واللَّه يقضي بالحقّ» [غافر : ۲۰] . وحكي عن أبي عمرو أنّه استدلّ بقوله : «وهو خير الفاصلين» في أنّ الفصل في الحكم ليس في القصص ، وحجّة من قرأ «يقصّ» قوله : «واللَّه يقول الحقّ» . وقالوا : قد جاء الفصل في القول أيضاً في نحو قوله : «إنّه لقول فصل» . (كما في هامش بحار الأنوار).

10.يونس : ۵۴ .

11.فصّلت : ۱۲ .

12.الزخرف : ۷۷ .

الصفحه من 20