يتابع كلَّ أحدٍ على رأيِهِ ، والهاء فيه للمبالغة ، ويقال فيه إمَّعٌ أيضاً ، ولا يقال للمرأة : إمَّعَةٌ ... وقيل : هو الذي يقول لكلِّ أحدٍ : أنا مَعكَ ، ومنه حديثُ ابنِ مسعودٍ رضى اللَّه عنه «لا يَكونَنَّ أحَدُكُم إمَّعَةً . قيلَ : وما الإمَّعَةُ ؟ قالَ : الذي يقولُ : أنا مَع الناسِ» .۱
(انظر) الناس : باب 3914 .
3362 - مَن يَجوزُ تَقليدُهُ
۱۷۲۱۱.الإمامُ زينُ العابدينَ عليه السلام: إذا رَأيتُمُ الرجُلَ قد حَسَّنَ سَمتَهُ وهَديَهُ وتَماوَتَ في مَنطِقِهِ وتَخاضَعَ في حَرَكاتِهِ فَرُوَيداً لا يَغُرَّنَّكُم ، فما أكثَرَ مَن يُعجِزُهُ تَناوُلُ الدنيا ورُكوبُ المَحارِمِ مِنها، لِضَعفِ نِيَّتِهِ ومَهانَتِهِ وجُبنِ قَلبِهِ ، فَنَصَبَ الدِّينَ فخّاً لها !...
وإذا وَجَدتُموهُ يَعِفُّ عنِ المالِ الحَرامِ فَرُوَيداً لا يَغُرَّنَّكُم ، فإنَّ شَهَواتِ الخَلقِ مُختَلِفَةٌ ...
ولكنَّ الرجُلَ كُلَّ الرجُلِ نِعمَ الرجُلُ هُو الذي جَعَلَ هَواهُ تَبِعاً لأمرِ اللَّهِ وقُواهُ مَبذولَةً في رِضَى اللَّهِ ، يَرَى الذُّلَّ مَع الحَقِّ أقرَبَ إلى عِزِّ الأبدِ مِن العِزِّ في الباطِلِ ، ويَعلَمُ أنَّ قَليلَ ما يَحتَمِلُهُ مِن ضَرّائها يُؤدِّيهِ إلى دَوامِ النَّعيمِ ... فذلِكُمُ الرجُلُ نِعمَ الرجُلُ ، فبِهِ فَتَمَسَّكُوا ، وبسُنَّتِهِ فاقتَدُوا ، وإلى رَبِّكُم فبِهِ فَتَوَسَّلوا ، فإنّهُ لا تُرَدُّ لَهُ دَعوَةٌ ، ولا تَخِيبُ لَهُ طَلِبةٌ .۲
۱۷۲۱۲.الإمامُ العسكريُّ عليه السلام- في قولِهِ تعالى :(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكتُبونَ الكِتابَ بِأيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقولُونَ هذا مِن عِندِ اللَّهِ ...)۳-: قالَ رجُلٌ للصّادِقِ عليه السلام: فإذا كانَ هؤلاءِ القَومُ مِن اليَهودِ لا يَعرِفُونَ الكتابَ إلّا بِما يَسمَعُونَهُ مِن عُلَمائهِم لا سَبيلَ لَهُم إلى غَيرِهِ ، فكيفَ ذَمَّهُم بتَقليدِهِم والقَبولِ مِن عُلَمائهِم ؟ وهَل عَوامُّ اليَهودِ إلّا كَعوامِّنا يُقَلِّدُونَ عُلَماءَهُم ؟ ! فقالَ عليه السلام : بينَ عَوامِّنا وعُلَمائنا وعَوامِّ اليَهودِ وعُلَمائهِم فَرقٌ مِن جِهَةٍ وتَسوِيَةٌ مِن جِهَةٍ .