الکذب - الصفحه 15

بَأسَ، ليسَ بكذبٍ‏۱ .۲

۱۷۵۹۹.الاحتجاج : روى أنّه سُئلَ الصّادِقُ عليه السلام عن قَولِ‏اللَّهِ عَزَّوجلَّ في قِصّةِ إبراهيمَ عليه السلام: (قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبيرُهُم هذا فَاسألُوهُم إنْ كانُوا يَنطِقُونَ) قالَ : ما فَعَلَهُ كَبيرُهُم وما كَذَبَ إبراهيمُ عليه السلام . قيل : وكيفَ ذلكَ ؟ فقالَ : إنّما قالَ إبراهيمُ : (فَاسألُوهُم إنْ كانُوا يَنْطِقُونَ) فإن نَطَقُوا فكَبيرُهُم فَعَلَ ، وإن لم يَنطِقُوا فلَم يَفعَلْ كبيرُهُم شيئاً ، فما نَطَقُوا وما كَذَبَ إبراهيمُ عليه السلام .
فَسئلَ عن قولِهِ تعالى‏ في سُورَةِ يُوسفَ : (أيَّتُها العِيرُ إنَّكُم لَسارِقُونَ) قالَ : إنّهُم سَرَقُوا يُوسفَ مِن أبيهِ ، ألا تَرى‏ أنّهُ قالَ لَهُم حِينَ قالوا : (ماذا تَفقِدُونَ * قالوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ)۳ ولم يَقُلْ سَرَقتُم صُواعَ المَلِكِ ، إنّما سَرَقُوا يُوسفَ مِن أبيه .
فَسئلَ عن قولِ إبراهيمَ عليه السلام : (فَنَظَرَ نَظْرَةً في النُّجُومِ فَقالَ إنّي سَقيمٌ) قالَ : ما كانَ إبراهيمُ سَقيماً وما كَذَبَ ، إنّما عَنى‏ سَقيماً في دِينِهِ ، أي مُرتاداً .۴

۱۷۶۰۰.الكافي عن الحسن الصَّيقَل : قلتُ لأبي عبدِاللَّهِ عليه السلام : إنّا قد رَوَينا عن أبي جعفرٍ عليه السلام في قَولِ يُوسفَ عليه السلام: (أيَّتُها العِيرُ إنّكُم لَسارِقُونَ) فقالَ : واللَّهِ ما سَرَقُوا وما كَذَبَ ، وقالَ إبراهيمُ عليه السلام : (بَلْ فَعَلَهُ كَبيرُهُم هذا فَاسْألُوهُم إنْ كانُوا يَنْطِقُونَ) ؟ فقالَ : واللَّهِ ما فَعَلُوا وما كَذَبَ .
قالَ : فقالَ أبو عبدِاللَّهِ عليه السلام: ما عِندَكُم فيها يا صَيقَلُ ؟ قالَ : فقلتُ : ما عِندَنا فيها إلّا التَّسليمُ ، قالَ : فقالَ : ... إنَّ إبراهيمَ عليه السلام إنّما قالَ : (بَلْ فَعَلَهُ كَبيرُهُمْ هذا) إرادةَ الإصلاحِ ودلالَةً على‏ أنَّهُم لا يَفعَلونَ ، وقالَ يُوسفُ عليه السلام إرادةَ الإصلاحِ .۵

(انظر) الفقه : باب 3191 .
المحجّة البيضاء : 5/248 «بيان الحذر من الكذب بالمَعاريض» .

1.مستطرفات السرائر : ۱۳۷/۱ .

2.قال الشيخ الأنصاريّ في «المكاسب» بعد ذكر الحديث : فإنّ سلب الكذب مبنيّ على أنّ المشارإليه بقوله «هاهنا» موضعٌ خال مِن الدّار ، إذ لا وجه له سوى‏ ذلك . (المكاسب : ۵۱) .

3.يوسف : ۷۱ و ۷۲ .

4.الاحتجاج : ۲/۲۵۶/۲۲۸ .

5.الكافي : ۲/۳۴۱/۱۷ .

الصفحه من 16