الكُفر - الصفحه 9

والوَجهُ الرّابعُ مِن الكُفرِ تَركُ ما أمَرَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ بهِ ، وهُو قولُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (وإذْ أخَذْنا مِيثاقَكُم لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُم ولا تُخْرِجُونَ أنفُسَكم مِن دِيارِكُم ثُمّ أقْرَرْتُم وأنتُم تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أنتُمْ هَؤلاءِ تَقتُلُونَ أنفُسَكم وتُخْرِجُونَ فَريقاً مِنكُم مِن دِيارِهِم تَظاهَرُونَ علَيهِم بالإثمِ والعُدْوانِ وإن يَأْتُوكُم اُسارى‏ تُفادُوهُم وهُوَ مُحَرَّمٌ علَيكُم إخْراجُهُم أفَتُؤمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتابِ وتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَن يَفْعَلُ ذلكَ مِنكُم)۱فَكَفَّرَهُم بتَركِ ما أمَرَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ بهِ ونَسَبَهُم إلَى الإيمانِ ولم يَقبَلْهُ مِنهُم ولم يَنفَعْهُم عندَهُ فقالَ : (فما جَزاءُ مَن يَفعَلُ ذلكَ مِنكُم إلّا خِزْيٌ في الحَياةِ الدُّنيا ويَومَ القِيامَةِ يُرَدُّونَ إلى‏ أشَدِّ العَذابِ وما اللَّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ) .۲
والوَجهُ الخامسُ مِن الكُفرِ كُفُر البَراءةِ ، وذلكَ قولُهُ عَزَّوجلَّ يَحكي قولَ إبراهيمَ عليه السلام: (كَفَرْنا بِكُم وبَدا بَينَنا وبَينَكُمُ العَداوَةُ والبَغْضاءُ أبَداً حَتّى‏ تُؤمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)۳ يَعني تَبَرَّأنا مِنكُم ، وقالَ يَذكُرُ إبليسَ وتَبرِئَتَهُ مِن أوليائهِ مِن الإنسِ يَومَ القِيامَةِ : (إنّي كَفَرْتُ بما أشْرَكْتُمونِ مِن قَبْلُ)۴ وقالَ : (إنَّما اتَّخَذْتُم مِن دُونِ اللَّهِ أوْثاناً مَوَدَّةَ بَينِكُم في الحَياةِ الدُّنيا ثُمَّ يَومَ القِيامَةِ يَكْفُرُ بَعضُكُم بِبَعْضٍ ويَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً)۵يَعني يَتَبَرَّأُ بَعضُكُم مِن بَعضٍ .۶

(انظر) بحار الأنوار : 93/60 ، 72/100 ،
مستدرك الوسائل : 1/76 باب 2 .

1.البقرة : ۸۴ ، ۸۵ . وقوله : «ثمّ أقررتم» أي بالميثاق. «تَظاهَرون» أي تعاونون . (كما في هامش المصدر) .

2.البقرة : ۸۵ .

3.الممتحنة : ۴ .

4.إبراهيم : ۲۲ .

5.العنكبوت : ۲۵ .

6.الكافي : ۲/۳۸۹ - ۳۹۱/۱ .

الصفحه من 10