الامتحان‏ - الصفحه 4

۱۸۶۶۴.عنه عليه السلام : اِمتَحِنوا شِيعَتَنا عِندَ ثَلاثٍ : عِندَ مَواقيتِ الصَّلاةِ كيفَ مُحافَظَتُهُم علَيها ، وعِندَ أسرارِهِم كيفَ حِفظُهُم لَها عِندَ عَدُوِّنا ، وإلى‏ أموالِهِم كيفَ مُواساتُهُم لإخوانِهِم فيها .۱

۱۸۶۶۵.عنه عليه السلام : ما اُعطِيَ عَبدٌ مِن الدُّنيا إلّا اعتِباراً ، وما زُوِيَ عَنهُ إلّا اختِباراً .۲

كلامٌ للعلّامة الطباطبائي في الامتحانِ وحقيقتِهِ :

لاريب أنّ القرآن الكريم يخصّ أمر الهداية باللَّه سبحانه ، غير أنّ الهداية فيه لاتنحصر في الهداية الاختياريّة إلى‏ سعادة الآخرة أو الدُّنيا؛ فقد قال تعالى‏ فيما قال : (الّذي أعْطى‏ كُلَّ شَي‏ءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدَى‏)،۳ فعمّم الهداية لكلّ شي‏ءٍ من ذوي الشعور والعقل وغيرهم ، وأطلقها أيضاً من جهة الغاية ؛ وقال أيضاً : (الّذي خَلَقَ فَسَوَّى‏ * والّذي قَدَّرَ فَهَدَى‏)۴ ، والآية من جهة الإطلاق كسابقتها.
ومن هنا يظهر أنّ هذه الهداية غير الهداية الخاصّة التي تقابل الإضلال ، فإنّ اللَّه سبحانه نفاها وأثبت مكانها الضلال في طوائف . والهداية العامّة لاتنفى‏ عن شي‏ءٍ مِن خلقه ، قال تعالى‏ : (واللَّهُ لايَهْدي القَومَ الظّالِمينَ)۵ وقال : (واللَّهُ لايَهْدي القَومَ الفاسِقينَ)۶ إلى‏ غير ذلك من الآيات الكثيرة.
وكذا يظهر أيضاً أنّ الهداية المذكورة غير الهداية بمعنى‏ إراءة الطّريق العامّة للمؤمن والكافر، كما في قوله تعالى‏ : (إنّا هَدَيْناهُ السَّبيلَ إمّا شَاكِراً وإمّا كَفُوراً)۷، وقوله : (وأمّا ثَمُودُ فهَدَيْناهُمْ فاسْتَحَبُّوا العَمَى‏ عَلَى الهُدَى‏)۸؛ فإنّ ما في هاتين الآيتين ونظائرهما من الهداية لا يعمُّ غير أرباب الشعور والعقل ، وقد عرفت أنّ ما في قوله : (ثُمَّ هَدَى‏)وقولَهُ : (والّذي قَدَّرَ فهَدَى‏) عامّ من حيث المورد والغاية جميعاً . على‏ أنّ الآية الثانية تفرّع الهداية علَى

1.الخصال : ۱۰۳/۶۲ .

2.الكافي : ۲/۲۶۱/۶ .

3.طه : ۵۰ .

4.الأعلى‏ : ۲ ، ۳ .

5.الجمعة : ۵ .

6.الصفّ : ۵ .

7.الإنسان : ۳ .

8.فصّلت : ۱۷ .

الصفحه من 12