المرأة - الصفحه 10

بشؤون الزوجيّة والمعاشرة المنزليّة . وهذا مع ذلك حكم يتبع في سعته وضيقه علّته، أعني قيمومة الرجل علَى المرأة قيمومة زوجيّة ، فعليها أن تقنت له وتحفظه فيما يرجع إلى‏ ما بينهما من شؤون الزوجيّة .
وبعبارةٍ اُخرى : كما أنّ قيمومة قبيل الرجال على‏ قبيل النساء في المجتمع إنّما تتعلّق بالجهات العامّة المشتركة بينهما المرتبطة بزيادة تعقّل الرجل وشدّته في البأس ، وهي جهات الحكومة والقضاء والحرب - من غير أن يبطل بذلك ما للمرأة من الاستقلال في الإرادة الفرديّة وعمل نفسها بأن تريد ما أحبّت وتفعل ما شاءت من غير أن يحقّ للرجل أن يعارضها في شي‏ءٍ من ذلك في غير المنكر، فلا جناح عليهم فيما فَعَلن في أنفسهنّ بالمعروف - كذلك قيمومة الرجل لزوجته ليست بأن لاتنفذ للمرأة فيما تملكه إرادة ولا تصرّفٌ ، ولا أن لا تستقلّ المرأة في حفظ حقوقها الفرديّة والاجتماعيّة والدفاع عنها والتوسّل إليها بالمقدّمات الموصلة إليها ، بل معناها أنّ الرجل إذ كان ينفق ما ينفق من ماله بإزاء الاستمتاع فعليها أنْ تطاوعه وتطيعه في كلّ ما يرتبط بالاستمتاع والمباشرة عند الحضور ، وأن تحفظه في الغيب فلا تخونه عند غيبته بأن توطئ فراشَه غيرَه ، وأن تمتّع لغيره من نفسها ما ليس لغير الزوج التمتّع منها بذلك ، ولا تخونه فيما وضعه تحت يدها من المال وسلّطها عليه في ظرف الازدواج والاشتراك في الحياة المنزليّة .۱

كلامٌ في معنى‏ قيمومةِ الرّجالِ علَى النّساء:

تقوية القرآن الكريم لجانب العقل الإنسانيّ السليم ، وترجيحه إيّاه علَى الهوى‏ واتّباع الشهوات ، والخضوع لحكم العواطف والإحساسات الحادّة ، وحضّه وترغيبه في اتّباعه ، وتوصيته

1.الميزان في تفسير القرآن : ۴/۳۴۳ .

الصفحه من 16