المرأة - الصفحه 6

حياة المرأة في الإسلام أن تشتغل بتدبير اُمور المنزل الداخليّة وتربية الأولاد . وهذه وإن كانت سُنّة مسنونة غير مفروضة لكنّ الترغيب والتحريض النَّدبيّ - والظرف ظرف الدِّين ، والجوّ جوّ التقوى‏ - وابتغاء مرضاة اللَّه ، وإيثار مثوبة الآخرة على‏ عَرَض الدُّنيا ، والتربية علَى الأخلاق الصالحة للنساء كالعفّة والحياء ومحبّة الأولاد ، والتعلّق بالحياة المنزليّة ، كانت تَحفظ هذه السنّة .
وكان الاشتغال بهذه الشؤون والاعتكاف على‏ إحياء العواطف الطاهرة المُودَعة في وجودهنّ يشغلهنّ عن الورود في مجامع الرجال، واختلاطهنّ بهم في حدود ما أباح اللَّه لهنّ . ويشهد بذلك بقاء هذه السنّة بين المسلمين على‏ ساقها قروناً كثيرةً بعد ذلك حتّى‏ نفذ فيهنّ الاسترسال الغربيّ المسمّى‏ بحرّيّة النساء في المجتمع ، فجرّتْ إليهنّ وإليهم هلاك الأخلاق وفساد الحياة وهم لايشعرون ، وسوف يعلمون ، ولو أنّ أهل القرى‏ آمنوا واتّقوا لفتح اللَّه عليهم بركاتٍ من السماء ، وأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولكنْ كذّبوا فاُخِذوا .
وثانياً : أنّ من السنّة المفروضة في الإسلام منع النّساء من القيام بأمر الجهاد كالقضاء والوِلاية .
وثالثاً : أنّ الإسلام لم يهمل أمر هذه الحرمانات كحرمان المرأة من فضيلة الجهاد في سبيل اللَّه، دون أن تداركها وجبر كسرها بما يعادلها عنده بمزايا وفضائل فيها مفاخر حقيقيّة ، كما أنّه جعل حسن التبعّل مثلاً جهاداً للمرأة . وهذه الصنائع والمكارم أوشك أن لا يكون لها عِندنا - وظرفنا هذا الظرف الحيويّ الفاسد - قدرٌ ، لكنّ الظرف الإسلاميّ الذي يقوّم الاُمور بقيمها الحقيقيّة، ويتنافس فيه في الفضائل الإنسانيّة المَرْضيّة عنداللَّه سبحانه - وهو يقدّرها حقّ قدرها - يقدّر لسلوك كلّ إنسان مسلكه الذي

الصفحه من 16