المرأة - الصفحه 7

ندب إليه ، وللزومه الطريق الذي خطّ له من القيمة ما يتعادل فيه أنواع الخدمات الإنسانيّة وتتوازن أعمالها ، فلا فضل في الإسلام للشهادة في معركة القتال والسماحة بدماء المهج - على‏ ما فيه من الفضل - على‏ لزوم المرأة وظيفتها في الزوجيّة . وكذا لا فخار لوالٍ يدير رحَى المجتمع الحيويّ ، ولا لقاضٍ يتّكي على‏ مسند القضاء ، وهما منصبان ليس للمتقلّد بهما في الدُّنيا - لو عمل فيما عمل بالحقّ وجرى‏ فيما جرى‏ على الحقِّ - إلّا تحمّل أثقال الوِلاية والقضاء ، والتعرّض لمهالك ومخاطر تهدّدهما حيناً بعد حينٍ في حقوق من لا حامي له إلّا ربّ العالمين - وإنّ ربّك لَبالمرصاد - فأيّ فخر لهؤلاء على‏ من منعه الدِّين الورود موردهما ، وخطّ له خطّاً وأشار إليه بلزومه وسلوكه ؟ !
فهذه المفاخر إنّما يحييها ويقيم صُلبها - بإيثار النّاس لها - نوع المجتمع الذي يربّي أجزاءه على‏ ما يندب إليه من غير تناقض . واختلاف الشؤون الاجتماعيّة والأعمال الإنسانيّة بحسب اختلاف المجتمعات في أجوائها ممّا لا يسع أحداً إنكاره .
هو ذا الجنديّ الذي يلقي بنفسه في أخطر المهالك ، وهو الموت في منفجر القنابل المبيدة ابتغاء مايراه كرامةً ومزيداً ، وهو زعمه أن سيُذكر اسمه في فهرس من فدى‏ بنفسه وطنَه ، ويفتخر بذلك على‏ كلّ ذي فخر في عين ما يعتقد بأنّ الموت فوت وبطلان ، وليس إلّا بُغية وهميّة وكرامة خرافيّة . وكذلك ماتؤثره هذه الكواكب الظاهرة في سماء السينماءات ويعظّم قدرهنّ بذلك النّاس تعظيماً لايكاد يناله رؤساء الحكومات السامية . وقد كان ما يعتورنه من الشغل وما يعطين من أنفسهنّ للملأ دهراً طويلاً في المجتمعات الإنسانيّة أعظم ما يسقط به قدر النساء ، وأشنع ما يعيّرن به ، فليس ذلك كلّه إلّا أنّ الظرف من ظروف الحياة يعيّن ما يعيّنه على‏ أن

الصفحه من 16