۱۸۸۷۵.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- لِبَعضِ أصحابِهِ في عِلَّةٍ اعتَلَّها -: جَعلَ اللَّهُ ماكانَ مِن شَكواكَ حَطّاً لسَيّئاتِكَ ؛ فإنَّ المَرَضَ لا أجرَ فيهِ ، ولكنّهُ يَحُطُّ السَّيّئاتِ ، ويَحِتُّها حَتَّ الأوراقِ ، وإنّما الأجرُ في القَولِ باللِّسانِ والعَمَلِ بالأيدي والأقدامِ ، وإنّ اللَّهَ سبحانَهُ يُدخِلُ بصِدقِ النِّيَّةِ والسَّريرَةِ الصّالِحَةِ مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ الجَنّةَ۱.۲
۱۸۸۷۶.الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ عليهما السلام : سَهَرُ لَيلَةٍ مِن مَرَضٍ أو وَجَعٍ أفضَلُ وأعظَمُ أجراً مِن عِبادَةِ سَنَةٍ .۳
۱۸۸۷۷.الإمامُ الكاظمُ عليه السلام : إذا مَرِضَ المؤمنُ أوحَى اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلى صاحِبِ الشِّمالِ : لا تَكتُبْ على عَبدي مادامَ في حَبسي ووَثاقي ذَنباً. ويُوحي إلى صاحِبِ اليَمينِ أنِ اكتُبْ لِعَبدي ما كُنتَ تَكتُبُهُ في صِحَّتِهِ مِن الحَسَناتِ .۴
تبيين :
قال الرّضيّ : وأقول : صَدَق عليه السلام ، إنّ المرض لا أجر فيه؛ لأنّه ليس من قبيل ما يُستحقّ عليه العِوض ، لأنّ العوض يُستحقّ على ما كان في مقابلة فعل اللَّه تعالى بالعبد من الآلام والأمراض وما يجري مجرى ذلك ، والأجر والثّواب يُستحقّان على ما كان في مقابلة فعل العبد ، فبينهما فرق قد بيّنه عليه السلام ، كما يقتضيه علمه الثاقب ورأيه الصّائب .۵ انتهى كلامه .
أقول : الأحاديث في أجر المرض كما لاحظتَ طائفتان : طائفة منهما تدلّ على أنّ المرض لا أجر فيه ولكنْ يحطّ السيّئات ، وطائفة منهما تدلّ على أنّ فيه الأجر والثّواب . وعندي أنّ الحديث الأخير المرويّ عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قد جمع بين الطائفتين ؛ لأنّه عليه السلام يقول في صدر الحديث : المرض لا أجر فيه ... ويقول في ذيله : إنّ اللَّه سبحانه يدخل بصدق النيّة ...
1.نهج البلاغة : الحكمة ۴۲ .
2.وفي معناه ما رواه الشيخ عن أبي جعفر الجواد عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام ، فراجع بحار الأنوار : ۷۱/۳۶۶/۱۶ .
3.الكافي : ۳/۱۱۴/۶ .
4.الكافي : ۳/۱۱۴/۷ .
5.نهج البلاغة : ذيل الحكمة ۴۲ .