(وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفَاً * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفَاً * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرَاً * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً * عُذْراً أَوْ نُذْراً) .۱
(وَالنَّازِعَاتِغَرْقاً *وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً *وَالسَّابِحَاتِ سَبْحَاً * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقَاً * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرَاً) .۲
الحديث :
۱۹۱۰۴.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : ثُمّ فَتَقَ مابينَ السَّماواتِ العُلا ، فمَلأهُنَّ أطواراً مِن مَلائكتِهِ : مِنهُم سُجودٌ لا يَركَعونَ ، ورُكوعٌ لا يَنتَصِبونَ ، وصافُّونَ لا يَتَزايَلونَ ، ومُسَبِّحونَ لا يَسأمونَ ، لا يَغشاهُم نَومُ العُيونِ ، ولا سَهوُ العُقولِ ، ولا فَترَةُ الأبدانِ ، ولا غَفلَةُ النِّسيانِ .
ومِنهُم اُمَناءُ على وَحيهِ وألسِنَةٌ إلى رُسُلِهِ ، ومُختَلِفونَ (مُتَرَدِّدونَ) بِقَضائهِ وأمرِهِ .
ومِنهُمُ الحَفَظَةُ لعِبادِهِ ، والسَّدَنَةُ لأبوابِ جِنانِهِ .
ومِنهُمُ الثّابِتَةُ في الأرَضِينَ السُّفلى أقدامُهُم ، والمارِقَةُ مِن السَّماءِ العُليا أعناقُهُم ، والخارِجَةُ مِن الأقطارِ أركانُهُم، والمُناسِبَةُ لِقَوائمِ العَرشِ أكتافُهُم، ناكِسَةٌ دُونَهُ أبصارُهُم ، مُتَلفِّعونَ تَحتَهُ بأجنِحَتِهم ، مَضروبَةٌ بينَهُم وبينَ مَن دُونَهُم حُجُبُ العِزَّةِ وأستارُ القُدرَةِ ، لا يَتَوَهَّمونَ ربَّهُم بالتَّصويرِ ، ولا يُجْرونَ عَليهِ صِفاتِ المَصنوعينَ (المَخلوقينَ) ، ولا يَحُدُّونَهُ بالأماكِنِ، ولا يُشيرونَ إلَيهِ بالنَّظائرِ .۳
۱۹۱۰۵.عنه عليه السلام- في صفَةِ الملائكةِ -: وأنشَأهُم على صُوَرٍ مُختَلِفاتٍ ، وأقدارٍ مُتَفاوِتاتٍ (مُؤتَلِفاتٍ)، اُولي أجنِحَةٍ ، تُسَبِّحُ جَلالَ عِزَّتِهِ ، لا يَنتَحِلونَ ما ظَهَرَ في الخَلقِ مِن صُنعِهِ ...
ومِنهُم مَن هُو في خَلقِ الغَمامِ الدُلَّحِ ، وفي عِظَمِ الجِبالِ الشُمَّخِ، وفي قَترَةِ الظّلامِ الأيهَمِ (أبهَم).
ومِنهُم مَن قد خَرَقَت أقدامُهُم تُخومَ الأرضِ السُّفلى ، فهِيَ كَراياتٍ بِيضٍ قد نَفذَت في مَخارِقِ الهَواءِ ، وتَحتَها ريحٌ هَفَّافَةٌ تَحبِسُها على حيثُ انتَهَت من الحُدودِ المُتَناهِيَةِ ، قدِ استَفرَغَتهُم أشغالُ عِبادَتِهِ .۴
1.المرسلات : ۱ - ۶ .
2.النازعات : ۱ - ۵ .
3.نهج البلاغة : الخطبة ۱ .
4.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ .