إلى ملَكِ المَوتِ عندَ رأسِ رجُلٍ من الأنصارِ - : يا مَلَكَ المَوتِ ، ارفُقْ بصاحِبي فإنّهُ مؤمنٌ ، فقالَ ملَكُ المَوتِ : طِبْ نَفساً وقُرَّ عَيناً ، واعلَمْ أنّي بكلِّ مؤمنٍ رَفيقٌ، واعلَمْ يا محمّدُ أنّي لَأقبِضُ رُوحَ ابنِ آدمَ فإذا صَرَخَ صارِخٌ مِن أهلهِ قُمتُ في الدّارِ ومَعي رُوحُهُ فقلتُ : ما هذا الصّارِخُ ؟! واللَّهِ ما ظَلَمناهُ ، ولا سَبَقنا أجَلَهُ ، ولا استَعجَلنا قَدرَهُ ، وما لَنا في قَبضِهِ مِن ذَنبٍ ، وإن تَرضَوا بما صَنَعَ اللَّهُ تُؤجَروا ، وإن تَحزَنوا وتَسخَطوا تأثَموا وتُؤزَروا .۱
۱۹۲۲۲.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- للزِّنديقِ الّذي ادَّعى التّناقُضَ في القرآنِ -:(اللَّهُ يَتَوفّى الأنفُسَ حِينَ مَوتِها)وقولُهُ : (يَتَوفّاكُم مَلَكُ المَوتِ) و (تَوَفّتْهُ رُسُلُنا) و(تَتَوَفّاهُمُ المَلائكةُ طَيِّبينَ)و (الّذينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائكةُ ظالِمي أنفُسِهِم) فهُو تباركَ وتعالى أجَلُّ وأعظَمُ مِن أن يَتَولّى ذلكَ بنَفسِهِ ، وفِعلُ رُسُلِهِ وملائكتِهِ فِعلُهُ ، لأنّهُم بأمرِهِ يَعمَلونَ ... فمَن كانَ مِن أهلِ الطّاعَةِ تَوَلَّت قَبضَ رُوحِهِ ملائكةُ الرّحمَةِ ، ومَن كانَ مِن أهلِ المَعصيَةِ تَولّى قَبضَ رُوحِهِ ملائكةُ النِّقمَةِ . ولِمَلَكِ المَوتِ أعوانٌ مِن ملائكةِ الرَّحمَةِ والنِّقمَةِ يَصدُرونَ عَن أمرِهِ ، وفِعلُهُم فِعلُهُ ، وكلُّ ما يَأتُونَهُ مَنسوبٌ إلَيهِ ، وإذاً كانَ فِعلُهُم فِعلَ ملَكِ المَوتِ ، وفِعلُ ملَكِ المَوتِ فِعلَ اللَّهِ، لأنّهُ يَتَوفَّى الأنفُسَ على يَدِ مَن يَشاءُ .۲
۱۹۲۲۳.عنه عليه السلام- أيضاً -: إنّ اللَّهَ تبارَكَ وتعالى يُدبِّرُ الاُمورَ كيفَ يَشاءُ ، ويُوَكِّلُ مِن خَلقهِ مَن يَشاءُ بما يَشاءُ ، أمّا ملَكُ المَوتِ فإنّ اللَّهَ يُوَكِّلُهُ بخاصَّةِ مَن يَشاءُ مِن خَلقِهِ ، ويُوَكِّلُ رُسُلَهُ مِن الملائكةِ خاصّةً بمَن يَشاءُ مِن خَلقِهِ ، والملائكةُ الّذينَ سَمّاهُمُ اللَّهُ عَزَّ ذِكرُهُ وكَّلَهُم بخاصّةِ مَن يَشاءُ مِن خَلقِهِ ؛ إنّهُ تبارَكَ وتعالى يُدبِّرُ الاُمورَ كيفَ يَشاءُ ، وليسَ كُلُّ العِلمِ يَستَطيعُ صاحِبُ العِلمِ أن يُفَسّرَهُ لكُلِّ النّاسِ ؛ لأنّ مِنهُمُ القَويَّ والضَّعيفَ ، ولأنّ مِنهُ مايُطاقُ حَملُهُ ، ومِنهُ مالايُطاقُ حَملُهُ إلّا مَن يُسَهِّلُ اللَّهُ
1.كنز العمّال : ۴۲۸۱۰ .
2.بحار الأنوار : ۶/۱۴۰/۱ .