الموت‏ - الصفحه 6

وفي التّذييل بالاسمَين مع ذلك تخويف وتطميع على‏ ما يدعو إلى‏ ذلك سياق الدعوة .
واعلم أنّ مضمون الآية ليس مجرّد دعوىً خاليةٍ عن الحجّة يراد بهِ التّلقين كما ربّما يُتوهّم بل هي مقدّمة قريبة من الضّرورة - أو هي ضروريّة - تستدعي الحكم بضرورة البعث للجزاء ؛ فإنّ الإنسان المتلبّس بهذه الحياة الدنيويّة الملحوقة للموت لايخلو من أن يحصل له وصف حسن العمل أو خلافه ، وهو مجهّز بحسب الفطرة بما لولا عروض عارض السّوء لساقه إلى‏ حسن العمل ، وقلّما يخلو إنسان من حصول أحد الوصفَين كالأطفال ومن في حكمهم .
والوصف الحاصل المترتّب على‏ وجود الشي‏ء الساري في أغلب أفراده غاية في وجوده مقصودة في إيجاده ، فكما أنّ الحياة النّباتيّة لشجرة كذا إذ كانت تؤدّي في الغالب إلى‏ إثمارها ثمرة كذا يعدّ ذلك غاية لوجودها مقصودة منها، كذلك حسن العمل والصلاح غاية لخلق الإنسان . ومن المعلوم أيضاً أنّ الصّلاح وحسن العمل لو كان مطلوباً لكان مطلوباً لغيره لا لنفسه ، والمطلوب بالذّات الحياة الطيّبة التي لايشوبها نقص ولايعرضها لغو ولا تأثيم ، فالآية في معنى‏ قوله : (كلُّ نَفْسٍ ذائقَةُ المَوتِ ونَبْلوكُمْ بِالشّرِّ والخَيرِ فِتْنَةً)۱.۲

3661 - اليَقينُ بِالمَوتِ

۱۹۱۶۱.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : ما رَأيتُ إيماناً مَع يَقينٍ أشبَهَ مِنهُ بشَكٍّ على‏ هذا الإنسانِ ؛ إنّهُ كُلَّ يَومٍ يُوَدِّعُ إلَى القُبورِ ويُشَيِّعُ ، وإلى‏ غُرورِ الدّنيا يَرجِعُ، وعنِ الشَّهوَةِ والذُّنوبِ لا يُقلِعُ ، فلَو لَم يَكُن لابنِ آدمَ المِسكينِ ذَنبٌ يَتَوَكَّفُهُ ولاحِسابٌ يَقِفُ علَيهِ إلّا مَوتٌ يُبَدِّدُ شَملَهُ ويُفَرِّقُ جَمعَهُ ويُوتِمُ وُلدَهُ ، لَكانَ يَنبَغي لَهُ أن يُحاذِرَ ما هُوَ فيهِ بأشَدِّ النَّصَبِ والتّعَبِ .۳

1.الأنبياء : ۳۵ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ۱۹/۳۴۹ .

3.بحار الأنوار : ۶/۱۳۷/۴۰ .

الصفحه من 36