النبوّة العامّة - الصفحه 12

الكِتابِ اُمَّةٌ قائمَةٌ - إلى‏ أن قال - ويأمُرونَ بِالمَعْروفِ ويَنْهَونَ عَنِ المُنْكَرِ ويُسارِعونَ في الخَيراتِ واُولئكَ مِنَ الصّالِحينَ) .1
وكذلك تحليل الطّيّبات وتحريم الخبائث في الجملة من جملة الفطريّات الّتي أجمع عليها الأديان الإلهيّة ، وقد قال تعالى‏ : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الّتي أخْرَجَ لِعِبادِهِ والطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) .2
وكذلك وضع الإصر والأغلال وإن كان ممّا يوجد في الجملة في شريعة عيسى‏ عليه السلام كما يدلّ عليه قوله فيما حكى‏ اللَّه عنه في القرآن الكريم : (ومُصَدِّقاً لِما بَينَ يَديَّ مِن التَّوراةِ ولاُحِلَّ لَكُمْ بَعضَ الّذي حُرِّمَ علَيكُم)3 ويشعر به قوله خطاباً لبني إسرائيل : (قَد جِئتُكُمْ بِالحِكمَةِ ولاُبيِّنَ لَكُمْ بَعضَ الّذي تَخْتَلِفونَ فيهِ) .4
إلّا أ نّه لايرتاب ذو ريبٍ في أنّ الدِّين الّذي جاء به محمّد صلى اللَّه عليه وآله بكتاب من عند اللَّه مصدّق لما بين يديه من الكتب السّماويّة - وهو دين الإسلام - هو الّدين الوحيد الّذي نفخ في جثمان الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر كلّ ما يسعه من روح الحياة، وبلغ به من حدّ الدّعوة الخالية إلى‏ درجة الجهاد في سبيل اللَّه بالأموال والنفوس ، وهو الدّين الوحيد الّذي أحصى‏ جميع ما يتعلّق به حياة الإنسان من الشّؤون والأعمال ثمّ قسّمها إلى‏ طيّبات فأحلّها ، وإلى‏ خبائث فحرّمها ، ولا يعادله في تفصيل القوانين المشرّعة أيّ شريعة دينيّة وقانون اجتماعيّ ، وهو الدّين الّذي نسخ جميع الأحكام الشّاقّة الموضوعة على‏ أهل الكتاب واليهود خاصّة ، وما تكلّفها علماؤهم وابتدعها أحبارهم ورهبانهم من الأحكام المبتدعة .
فقد اختصّ الإسلام بكمال هذه الاُمور الخمسة وإن كانت توجد في‏غيره نماذج من ذلك .
على‏ أنّ كمال هذه الاُمور الخمسة

1.آل عمران : ۱۱۳ ، ۱۱۴ .

2.الأعراف : ۳۲ .

3.آل عمران : ۵۰ .

4.الزخرف : ۶۳ .

الصفحه من 28