فأمر الهداية إلَى السلام والسعادة يدور مدار اتّباع رضوان اللَّه ، وقد قال تعالى : (ولَا يَرْضى لِعِبَادِهِ الكُفْرَ)۱(فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ القَومِ الفاسِقينَ) .۲ ويتوقّف بالأخرة علَى اجتناب سبيل الظلم والانخراط في سلك الظالمين، وقد نفَى اللَّه سبحانه عنهم هدايته وآيسهم من نيل هذه الكرامة الإلهيّة بقوله : (واللَّهُ لَا يَهْدِي القَومَ الظّالِمينَ)۳فالآية - أعني قوله : (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ) - تجري بوجه مجرى قوله : (الّذِينَ آمَنُوا ولَم يَلْبِسوا إيمانَهُم بِظُلْمٍ اُولئكَ لَهُمُ الأمنُ وهُم مُهْتَدُونَ)۴.۵
10 . إتمامُ الحُجّةِ
الكتاب :
(رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزَاً حَكِيمَاً) .۶
(انظر) الأنعام : 130 ، الملك : 8 - 10 .
الحديث :
۱۹۵۶۵.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : بَعَثَ إلَيهِمُ الرُّسُلَ لِتكونَ لَهُ الحُجّةُ البالِغَةُ على خَلقِهِ ، ويكونَ رُسُلُهُ إلَيهِم شُهَداءَ علَيهِم ، وابتَعَثَ فيهِمُ النَّبيّينَ مُبَشِّرينَ ومُنذِرينَ ليَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ ، ويَحيى مَن حَيَّ عَن بَيّنَةٍ ، وليَعقِلَ العِبادُ عن ربِّهِم ما جَهِلوهُ ، فيَعرِفوهُ برُبوبيَّتِهِ بعدَ ما أنكَروا ، ويُوحِّدوهُ بالإلهيّةِ بعد ما عَضَدوا .۷
۱۹۵۶۶.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : بَعَثَ اللَّهُ رُسُلَهُ بما خَصَّهُم بهِ مِن وَحيهِ ، وجَعلَهُم حُجَّةً لَهُ على خَلقِهِ ، لِئلّا تَجِبَ الحُجّةُ لَهُم بتَركِ الإعذارِ إلَيهِم ، فدَعاهُم بلِسانِ الصِّدقِ إلى سَبيلِ الحَقِّ .۸
۱۹۵۶۷.عنه عليه السلام : وأشهَدُ أنَّ محمّداً صلى اللَّه عليه وآله عَبدُهُ ورَسولُهُ ، أرسَلَهُ لإنفاذِ أمرِهِ ، وإنهاءِ عُذرِهِ ، وتَقديمِ نُذُرِهِ .۹
۱۹۵۶۸.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- لَمّا سُئلَ عن فلسفةِ النُّبوَّة -: لِئلّا يكونَ للنّاسِ علَى اللَّهِ
1.الزمر : ۷ .
2.التوبة : ۹۶ .
3.الجمعة : ۵ .
4.الأنعام : ۸۲ .
5.الميزان في تفسير القرآن : ۵/۲۴۴ .
6.النساء : ۱۶۵ .
7.التوحيد : ۴۵/۴ .
8.نهج البلاغة : الخطبة ۱۴۴ .
9.نهج البلاغة : الخطبة ۸۳ .