النبوّة الخاصّة - الصفحه 101

وبالغ عليه السلام في الاحتجاج عليهم وعظتهم فلم يزدهم إلّا طغياناً وكفراً وفسوقاً (الأعراف وهود وغيرهما من السور). ولم يؤمنوا به إلّا عدّة قليلة منهم ، فأخذوا في إيذائهم والسخرية بهم وتهديدهم عن اتّباع شعيب عليه السلام ، وكانوا يقعدون بكلّ صراط يوعدون ويصدّون عن سبيل اللَّه من آمن به ويبغونها عِوَجاً (الأعراف : 86) .
وأخذوا يرمونه عليه السلام بأنّه مسحور وأنّه كاذب (الشعراء : 185 ، 186) وأخافوه بالرجم ، وهدّدوه والذين آمنوا به بالإخراج من قريتهم أو ليعودنّ في ملّتهم (الأعراف : 88) . ولم يزالوا به حتّى‏ أيأسوه من إيمانهم ، فتركهم وأنفسهم (هود : 93) . ودعا اللَّه بالفتح قال : ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين .
فأرسل اللَّه إليهم عذاب يوم الظُّلّة (الشعراء : 189) ، وقد كانوا يستهزؤون به أن أسقِطْ علينا كسفاً من السماء إن كنت من الصادقين ، وأخذتهم الصيحة (هود : 94) والرجفة (الأعراف : 91 ، العنكبوت : 37) فأصبحوا في ديارهم جاثمين ، ونجّى شعيباً ومن معه من المؤمنين (هود : 94) فتولّى‏ عنهم وقال : يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربّي ونصحت لكم، فكيف آسى‏ على‏ قوم كافرين ؟! (الأعراف : 93) .

2 . شخصيّته المعنويّة :

كان عليه السلام من زمرة الرسل المكرّمين ، وقد أشركه اللَّه تعالى‏ فيما أثناهم به من الثناء الجميل في كتابه ، وقد حكى‏ عنه فيما كلّم به قومه - وخاصّةً في سُور الأعراف وهود والشعراء - شيئاً كثيراً من حقائق المعارف والعلوم الإلهيّة والأدب البارع مع ربّه ومع الناس .
وقد سمّى‏ نفسه الرسول الأمين (الشعراء : 178) ومصلحاً (هود : 88) وأنّه من الصالحين (الشعراء : 27) فحكى اللَّه ذلك عنه حكاية إمضاء ،

الصفحه من 262