النبوّة الخاصّة - الصفحه 107

وأخَذْنا مِنْهُم مِيثاقاً غَليظاً)1 ، وقال : (شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِّينِ ما وَصّى‏ بِهِ نُوحاً والّذِي أوْحَيْنا إلَيكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إبْراهيمَ ومُوسى‏ وعِيسى‏) .2
ولقد امتنّ اللَّه سبحانه عليه وعلى‏ أخيه في قوله : (ولَقَدْ مَنَنّا عَلى‏ مُوسى‏ وهارونَ)3وسلّم عليهما في قوله: (سَلامٌ على‏ مُوسى‏ وَهارُونَ)4، وأثنى‏ على‏ موسى‏ عليه السلام بأجمل الثناء في قوله : (واذكُرْ في الكِتابِ مُوسى‏ إنّهُ كانَ مُخْلَصاً وكانَ رَسُولاً نَبيّاً * ونادَيْناهُ مِن جانِبِ الطُّورِ الأيمَنِ وقَرَّبْناهُ نَجِيّاً)5 وقال : (وكانَ عِندَ اللَّهِ وَجيهاً)6، وقال : (وكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى‏ تَكْليماً) .7
وذكره في جملة من ذكرهم من الأنبياء في سورة الأنعام (الآية 84 - 88) فأخبر أنّهم كانوا محسنين صالحين ، وأنّه فضّلهم علَى العالمين واجتباهم وهداهم إلى‏ صراطٍ مستقيمٍ ، وذكره في جملة الأنبياء في سورة مريم، ثمّ ذكر في الآية 58 منها أنّهم الذين أنعم اللَّهُ عليهم .
فاجتمع بذلك له عليه السلام معنَى‏الإخلاص والتقريب والوجاهة والإحسان والصلاح والتفضيل والاجتباء والهداية والإنعام ، وقد مرّ البحث عن معاني هذه الصفات‏في مواضع تناسبها من هذا الكتاب ، وكذا البحث عن معنَى النبوّة والرسالة والتكليم .
وذكرَ الكتاب النازل عليه وهو التوراة فوصفهابأنّها إمامٌ ورحمةٌ (سورة الأحقاف : 12) وبأنّها فرقان وضياء وذكر (الأنبياء : 48) وبأنّ فيها هدىً ونوراً (المائدة : 44) وقال : (وكَتَبْنا لَهُ في الألْواحِ مِن كُلِّ شَي‏ءٍ مَوعِظَةً وتَفْصيلاً لِكُلِّ شَي‏ءٍ) .8
غير أنّه تعالى‏ ذكر في مواضع من كلامه أنّهم حرّفوها واختلفوا فيها ، وقصّة بخت نَصّر وفتحه فلسطين ثانياً

1.الأحزاب : ۷ .

2.الشورى‏ : ۱۳ .

3.الصافّات : ۱۱۴ .

4.الصافّات : ۱۲۰ .

5.مريم : ۵۱ و ۵۲ .

6.الأحزاب : ۶۹ .

7.النساء : ۱۶۴ .

8.الأعراف : ۱۴۵ .

الصفحه من 262