النبوّة الخاصّة - الصفحه 111

(مريم : 58) ، وأشركه مع من عدّهم من الأنبياء في سورة الأنعام في صفاتهم الجميلة من الإحسان والصلاح والفضل والاجتباء والهداية (الأنعام : 84 - 88) .
وفي دعاء موسى‏ ليلة الطّور : (واجْعَلْ لي وَزيراً مِن أهْلي * هارونَ أخِي * اشْدُدْ بهِ أزْري * وأشْرِكْهُ في أمْري * كي نُسَبِّحَكَ كثيراً * ونَذكُرَك كثيراً * إنّكَ كُنتَ بِنا بَصيراً) .۱
وكان عليه السلام ملازماً لأخيه في جميع مواقفه ، يشاركه في عامّة أمره ، ويعينه على‏ جميع مقاصده .
ولم يرد في القرآن الكريم ممّا يختصّ به من القصص إلّا خلافته لأخيه حين غاب عن القوم للميقات ، وقال لأخيه هارون : اخلفني في قومي وأصلح ولا تتّبع سبيل المفسدين ، ولمّا رجع موسى‏ إلى قومه غضبان أسفاً - وقد عبدوا العجل - ألقى‏ الألواح وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه ، قال : ابن اُمّ ، إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين. قال : ربّ اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك ، وأنت أرحم الراحمين .

4 . قصّة موسى‏ عليه السلام في التّوراة الحاضرة :

قصصه عليه السلام موضوعة فيما عدا السِّفر الأوّل من أسفار التوراة الخمسة ، وهي سفر الخروج وسفر اللاويّين وسفر العدد وسِفر التثنية ، تذكر فيها تفاصيل قصصه عليه السلام من حين ولادته إلى‏ حين وفاته وما اُوحي إليه من الشرائع والأحكام .
غير أنّ فيها اختلافات في سرد القصّة مع القرآن في اُمور غير يسيرة .
ومن أهمّها أنّها تذكر أنّ نداء موسى‏ وتكليمه من الشجرة كان في أرض مَديَن قبل أن يسير بأهله ؛ وذلك حين كان يرعى‏ غنم يثرون‏۲

1.طه : ۲۹ - ۳۵ .

2.تسمّي التوراة أبا زوجة موسى‏ يثرون كاهن مديان (كما في‏هامش المصدر) .

الصفحه من 262