النبوّة الخاصّة - الصفحه 112

حمية كاهن مديان ، فساق الغنم إلى‏ وراء البرّيّة وجاء إلى‏ جبل اللَّه حوريب ، وظهر له مَلاك الربّ بلهيب نارٍ من وسط علّيقةٍ ، فناداه اللَّه وكلّمه بما كلّمه وأرسله إلى‏ فرعون لإنجاء بني إسرائيل .۱
ومنها ما ذكرت أنّ فرعون الذي اُرسل إليه موسى‏ غير فرعون الذي أخذ موسى‏ وربّاه ثمّ هرب منه موسى‏ لمّا قتل‏القبطيّ خوفاً من القصاص .۲
ومنها أنّها لم تذكر إيمان السّحرة لمّا ألقوا عصيّهم فصارت حيّات فتلقّفتها عصا موسى‏ ، بل تذكر أنّهم كانوا عند فرعون وعارَضوا موسى‏ في آيتَي الدم والضفادع ، فأتوا بسحرهم مثل ما أتى‏ به موسى‏ عليه السلام معجزة .۳
ومنها أنّها تذكر أنّ الذي صنع لهم العجل فعبدوه هو هارون النبيّ أخو موسى‏ عليه السلام ؛ وذلك أنّه لمّا رأى‏ الشّعبُ أنّ موسى‏ أبطأ في النّزول من الجبل اجتمع الشعب على‏ هارون وقالوا له : قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا ؛ لأنّ هذا (موسى‏) الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه ؟ فقال لهم هارون : انزعوا أقراط الشعب الّتي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها، فنزع كلّ الشّعب أقراط الذّهب الّتي في آذانهم وأتَوا بها إلى‏ هارون ، فأخذ ذلك من أيديهم وصوّره بالإزميل فصبغه عجلاً مسبوكاً ، فقالوا : أهذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر ؟ !۴
وفي الآيات القرآنيّة تعريضات للتوراة في هذه المواضع من قصصه عليه السلام غير خفيّة على‏ المتدبّر فيها .
وهناك اختلافات جزئيّة كثيرة كما وقع في التّوراة في قصّة قتل القبطيّ أنّ المتضاربَين ثانياً كانا جميعاً

1.الإصحاح الثالث من سفر الخروج (كما في هامش المصدر) .

2.سفر الخروج، الإصحاح الثاني، الآية ۲۳. (كما في هامش‏المصدر).

3.الإصحاح السابع والثامن من سفر الخروج. (كما في هامش‏المصدر).

4.الإصحاح الثاني والثلاثون من سفر الخروج . (كما في هامش المصدر) .

الصفحه من 262