حمية كاهن مديان ، فساق الغنم إلى وراء البرّيّة وجاء إلى جبل اللَّه حوريب ، وظهر له مَلاك الربّ بلهيب نارٍ من وسط علّيقةٍ ، فناداه اللَّه وكلّمه بما كلّمه وأرسله إلى فرعون لإنجاء بني إسرائيل .۱
ومنها ما ذكرت أنّ فرعون الذي اُرسل إليه موسى غير فرعون الذي أخذ موسى وربّاه ثمّ هرب منه موسى لمّا قتلالقبطيّ خوفاً من القصاص .۲
ومنها أنّها لم تذكر إيمان السّحرة لمّا ألقوا عصيّهم فصارت حيّات فتلقّفتها عصا موسى ، بل تذكر أنّهم كانوا عند فرعون وعارَضوا موسى في آيتَي الدم والضفادع ، فأتوا بسحرهم مثل ما أتى به موسى عليه السلام معجزة .۳
ومنها أنّها تذكر أنّ الذي صنع لهم العجل فعبدوه هو هارون النبيّ أخو موسى عليه السلام ؛ وذلك أنّه لمّا رأى الشّعبُ أنّ موسى أبطأ في النّزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له : قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا ؛ لأنّ هذا (موسى) الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه ؟ فقال لهم هارون : انزعوا أقراط الشعب الّتي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها، فنزع كلّ الشّعب أقراط الذّهب الّتي في آذانهم وأتَوا بها إلى هارون ، فأخذ ذلك من أيديهم وصوّره بالإزميل فصبغه عجلاً مسبوكاً ، فقالوا : أهذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر ؟ !۴
وفي الآيات القرآنيّة تعريضات للتوراة في هذه المواضع من قصصه عليه السلام غير خفيّة على المتدبّر فيها .
وهناك اختلافات جزئيّة كثيرة كما وقع في التّوراة في قصّة قتل القبطيّ أنّ المتضاربَين ثانياً كانا جميعاً
1.الإصحاح الثالث من سفر الخروج (كما في هامش المصدر) .
2.سفر الخروج، الإصحاح الثاني، الآية ۲۳. (كما في هامشالمصدر).
3.الإصحاح السابع والثامن من سفر الخروج. (كما في هامشالمصدر).
4.الإصحاح الثاني والثلاثون من سفر الخروج . (كما في هامش المصدر) .