وقد كثرت القصص والحكايات وكذا الروايات في الخضر بما لا يعوّل عليها ذو لبّ ، كرواية خصيف : أربعةٌ مِن الأنبياءِ أحياءٌ ؛ اثنانِ في السماءِ : عيسى وإدريسُ ، واثنانِ في الأرضِ الخضرُ وإلياسُ ، فأمّا الخضرُ فإنّهُ في البحرِ ، وأمّا صاحبهُ فإنّهُ في البرِّ.
وروايةُ العقيليِّ عن كعبٍ قالَ : الخضرُ على منبرٍ بينَ البحرِ الأعلى والبحرِ الأسفَلِ ، وقد اُمِرَت دوابُّ البَحرِ أن تَسمَعَ لَهُ وتُطيعَ ، وتُعرَضُ عليهِ الأرواحُ غُدوَةً وعَشيّةً .
ورواية كعب الأحبار : أنّ الخضرَ بنَ عاميلَ ركِبَ في نَفَرٍ من أصحابهِ حتّى بَلغَ بَحرَ الهندِ وهُو بَحرُ الصينِ ، فقالَ لأصحابهِ : يا أصحابي أدلُوني ، فدَلّوهُ في البحرِ أيّاماً ولياليَ ثُمّ صَعِدَ ، فقالوا : ياخضرُ ، ما رأيتَ ؟ فلقد أكرمَكَ اللَّهُ وحَفِظَ لكَ نفسَكَ في لُجَّةِ هذا البحرِ ، فقالَ : استَقبَلَني ملَكٌ مِن الملائكةِ فقالَ لي : أيُّها الآدميُّ الخَطّاءُ إلى أينَ ؟ ومِن أينَ ؟ فقلتُ : إنّي أرَدتُ أن أنظُرَ عُمقَ هذا البَحرِ ، فقالَ لي : كيفَ ؟ وقد أهوى رجُلٌ مِن زَمانِ داوودَ عليه السلام لم يبلُغْ ثُلثَ قَعرِهِ حتّى السّاعةِ ؛ وذلكَ مُنذُ ثلاثِ مائةِ سَنةٍ ، إلى غير ذلك من الروايات المشتملة على نوادر القصص» .۱
1.الميزان في تفسير القرآن : ۱۳/۳۵۰ .