ابنُ حِزقيلَ عليه السلام ۱ . ۲
1.تفسير القمّي : ۲/۵۱ .
2.قال العلّامة الطباطبائيّ رضوان اللَّه عليه بعد نقل الحديث : وعده عليه السلام - وهو أن يثبت في مكانه في انتظار صاحبه - كان مطلقاً لم يقيّده بساعة أو يوم ونحوه ، فألزمه مقامُ الصِّدق أن يفي به بإطلاقه ، ويصبّر نفسه في المكان الذي وعد صاحبه أن يقيم فيه حتّى يرجع إليه .
وصفة الوفاء - كسائر الصفات النفسانيّة من الحبّ والإرادة والعزم والإيمان والثقة والتسليم - ذات مراتب مختلفة باختلاف العلم واليقين ، فكما أنّ من الإيمان ما يجتمع مع أيّ خطيئة وإثم وهو أنزل مراتبه ولا يزال ينمو ويصفو حتّى يخلص من كلّ شرك خفيّ فلا يتعلّق القلب بشيء غير اللَّه ولو بالتفات إلى من دونه - وهو أعلى مراتبه - كذلك الوفاء بالوعد ذو مراتب ؛ فمن مراتبه في المقال مثلاً : إقامة ساعة أو ساعتين حتّى تعرض حاجة اُخرى توجب الانصراف إليها ، وهو الذي يصدق عليه الوفاء عرفاً . وأعلى منه مرتبة : الإقامة بالمكان حتّى ييأس من رجوع الصديق إليه عادة بمجيء اللّيل ونحوه ، فيقيّد به إطلاق الوعد . وأعلى منه مرتبة : الأخذ بإطلاق القول والإقامة حتّى يرجع وإن طال الزمان . فالنفوس القويّة التي تراقب قولها وفعلها لا تلقي من القول إلّا ما في وسعها أن تصدّقه بالفعل ، ثمّ إذا لفظت لم يصرفها عن إتمام الكلمة وإنفاذ العزيمة أيّ صارف .
وفي الرواية أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وعد بعض أصحابه بمكّة أن ينتظره عند الكعبة حتّى يرجع إليه ، فمضَى الرجل لشأنه ونسي الأمر ، فبقي صلى اللَّه عليه وآله ثلاثة أيّام هناك ينتظره ، فاطّلع بعض الناس عليه فأخبر الرجل بذلك فجاء واعتذر إليه ، وهذا مقام الصدّيقين لا يقولون إلّا ما يفعلون .الميزان في تفسير القرآن : ۱۴/۶۵ .