النبوّة الخاصّة - الصفحه 126

ابنُ حِزقيلَ عليه السلام ۱ . ۲

1.تفسير القمّي : ۲/۵۱ .

2.قال العلّامة الطباطبائيّ رضوان اللَّه عليه بعد نقل الحديث : وعده عليه السلام - وهو أن يثبت في مكانه في انتظار صاحبه - كان مطلقاً لم يقيّده بساعة أو يوم ونحوه ، فألزمه مقامُ الصِّدق أن يفي به بإطلاقه ، ويصبّر نفسه في المكان الذي وعد صاحبه أن يقيم فيه حتّى‏ يرجع إليه . وصفة الوفاء - كسائر الصفات النفسانيّة من الحبّ والإرادة والعزم والإيمان والثقة والتسليم - ذات مراتب مختلفة باختلاف العلم واليقين ، فكما أنّ من الإيمان ما يجتمع مع أيّ خطيئة وإثم وهو أنزل مراتبه ولا يزال ينمو ويصفو حتّى‏ يخلص من كلّ شرك خفيّ فلا يتعلّق القلب بشي‏ء غير اللَّه ولو بالتفات إلى‏ من دونه - وهو أعلى‏ مراتبه - كذلك الوفاء بالوعد ذو مراتب ؛ فمن مراتبه في المقال مثلاً : إقامة ساعة أو ساعتين حتّى‏ تعرض حاجة اُخرى‏ توجب الانصراف إليها ، وهو الذي يصدق عليه الوفاء عرفاً . وأعلى‏ منه مرتبة : الإقامة بالمكان حتّى ييأس من رجوع الصديق إليه عادة بمجي‏ء اللّيل ونحوه ، فيقيّد به إطلاق الوعد . وأعلى‏ منه مرتبة : الأخذ بإطلاق القول والإقامة حتّى‏ يرجع وإن طال الزمان . فالنفوس القويّة التي تراقب قولها وفعلها لا تلقي من القول إلّا ما في وسعها أن تصدّقه بالفعل ، ثمّ إذا لفظت لم يصرفها عن إتمام الكلمة وإنفاذ العزيمة أيّ صارف . وفي الرواية أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وعد بعض أصحابه بمكّة أن ينتظره عند الكعبة حتّى‏ يرجع إليه ، فمضَى الرجل لشأنه ونسي الأمر ، فبقي صلى اللَّه عليه وآله ثلاثة أيّام هناك ينتظره ، فاطّلع بعض الناس عليه فأخبر الرجل بذلك فجاء واعتذر إليه ، وهذا مقام الصدّيقين لا يقولون إلّا ما يفعلون .الميزان في تفسير القرآن : ۱۴/۶۵ .

الصفحه من 262