مكتوباً إلى يوآب وأرسله بيد اُوريا ، وكتب في المكتوب يقول : اجعلوا اُوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت ، ففعل به ذلك فقتل ، واُخبر داوود بذلك .
فلمّا سمعت امرأة اُوريا أ نّه قد مات ندبت بعلها ، ولمّا مضت المناحة أرسل داوود وضمّها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابناً ، وأمّا الأمر الذي فعله داوود فقبُح في عينَي الربّ .
فأرسل الربّ ناثان النبيَّ إلى داوود ، فجاء إليه وقال له : كان رجلان في مدينة واحدة واحد منهما غنيّ والآخر فقير ، وكان للغنيّ غنم وبقر كثيرة جدّاً ؛ وأمّا الفقير فلم يكن له شيء إلّا نعجة واحدة صغيرة قد اقتناها وربّاها ، فجاء ضيف إلى الرجل الغنيّ فعفا أن يأخذ من غنمه ومن بقره ليهيّئ للضيف الذي جاء إليه ، فأخذ نعجة الرجل الفقير وهيّأ لضيفه ، فحمي غضب داوود على الرجل جدّاً، وقال لناثان : حيّ هو الربّ ؛ إنّه يقتل الرجل الفاعل ذلك وتردّ النعجة أربعةَ أضعاف ؛ لأ نّه فعل هذا الأمر ولأ نّه لم يشفق .
فقال ناثان لداوود : أنت هو الرجل يعاتبك الربّ ويقول : ساُقيم عليك الشرّ من بيتك ، وآخذ نساءك أمام عينيك واُعطيهنّ لقريبك فيضطجع معهنّ قدّام جميع إسرائيل وقدّام الشمس ؛ جزاءً لما فعلت باُوريا وامرأته .
فقال داوود لناثان : قد أخطأت إلَى الربّ ، فقال ناثان لداوود : الربّ أيضاً قد نقل عنك خطيئتك ، لا تموت غير أ نّه من أجل أ نّك قد جعلت بهذا الأمر أعداء الربّ يشمتون فالابن المولود لك من المرأة يموت ، فأمرض اللَّه الصبيّ سبعة أيّام ثمّ قبضه ثمّ ولدت مرأة اُوريا بعده لداوود ابنه سليمان .۱
وفي العيون في باب مجلس الرّضا عند المأمون مع أصحاب الملل
1.ملخّص من الإصحاح الحادي عشر والثاني عشر من صموئيل الثاني (كما في هامش المصدر).