النبوّة الخاصّة - الصفحه 160

۱۹۷۶۱.عنه عليه السلام: إنّ سُلَيمانَ بنَ داوودَ عليه السلام قالَ ذاتَ يَومٍ لأصحابِهِ : إنّ اللَّهَ تباركَ وتعالى‏ قد وَهَبَ لِي مُلكاً لا يَنبَغي لأحَدٍ مِن بَعدي ، سَخَّرَ لِي الرِّيحَ والإنسَ والجِنَّ والطَّيرَ والوُحوشَ ، وعَلَّمَني مَنطِقَ الطَّيرِ ، وآتاني مِن كلِّ شي‏ءٍ ، ومَعَ جَميعِ ما اُوتِيتُ مِن المُلكِ ماتَمَّ لِي سُروري يَوم إلَى اللّيلِ ، وقد أحبَبتُ أن أدخُلَ قَصري في غَدٍ فأصعَدَ أعلاهُ وأنظُرَ إلى‏ مَمالِكي ، فلا تَأذَنوا لأحَدٍ علَيَّ لِئلّا يَرِدَ علَيَّ ما يُنَغِّصُ علَيَّ يَومي ، فقالوا : نَعَم . فلَمّا كانَ مِن الغَدِ أخَذَ عَصاهُ بيَدِهِ وصَعِدَ إلى‏ أعلى‏ مَوضِعٍ مِن قَصرِهِ ، ووَقَفَ مُتَّكِئاً على‏ عَصاهُ يَنظُرُ إلى‏ مَمالِكِهِ مَسروراً بِما اُوتِيَ فَرِحاً بِما اُعطِيَ ، إذ نَظَرَ إلى‏ شابٍّ حَسَنِ الوَجهِ واللِّباسِ قَد خَرَجَ علَيهِ مِن بَعضِ زَوايا قَصرِهِ ، فلَمّا أبصَرَهُ سُلَيمانُ قالَ لَهُ : مَن أدخَلَكَ إلى‏ هذا القَصرِ ، وقد أرَدتُ أن أخلُوَ فيهِ اليَومَ ؟! وبإذنِ مَن دَخَلتَ ؟! فقالَ الشابُّ : أدخَلَني هذا القَصرَ رَبُّهُ وبإذنِهِ دَخَلتُ . فقالَ : ربُّهُ أحَقُّ بهِ مِنّي ، فمَن أنتَ ؟ قالَ : أنا مَلَكُ المَوتِ ، قالَ : وفيما جِئتَ ؟ قالَ : جِئتُ لأقبِضَ رُوحَكَ . قالَ : إمضِ لِما اُمِرتَ بهِ فهذا يَومُ سُروري ، وأبَى اللَّهُ عَزَّوجلَّ أن يكونَ لِي سُرورٌ دُونَ لِقائهِ . فقَبَضَ مَلَكُ المَوتِ رُوحَهُ وهُو مُتَّكئٌ على‏ عَصاهُ ، فبَقِيَ سُلَيمانُ مُتّكِئاً على‏ عَصاهُ وهُو مَيِّتٌ ما شاءَ اللَّهُ والنّاسُ يَنظُرونَ إلَيهِ وهُم يُقَدِّرونَ أنّهُ حَيٌّ ، فافتُتِنوا فيهِ واختَلَفوا ؛ فمِنهُم مَن قالَ : إنّ سُلَيمانَ قَد بَقِيَ مُتَّكِئاً على‏ عَصاهُ هذهِ الأيّامَ الكَثيرَةَ ولَم يَتعَبْ ولَم يَنَمْ ولَم يَشرَبْ ولَم يَأكُلْ، إنّهُ لَرَبُّنا الّذي يَجِبُ علَينا أن نَعبُدَهُ ! وقالَ قَومٌ : إنّ سُلَيمانَ ساحِرٌ وإنّهُ يُرِينا أ نّهُ واقِفٌ مُتّكِئٌ على‏ عَصاهُ ، يَسحَرُ أعيُنَنا ولَيس كذلكَ ! وقالَ المؤمنونَ : إنّ سُلَيمانَ ، هُو عَبدُ اللَّهِ ونَبيُّهُ يُدَبِّرُ اللَّهُ أمرَهُ بما شاءَ ؛ فلَمّا اختَلَفوا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ الأرضَةَ فدَبَّت في عَصاةِ سُلَيمانَ، فلَمّا أكَلَت جَوفَها انكَسَرَتِ العَصا وخَرَّ سُلَيمانُ عليه السلام مِن قَصرِهِ على‏ وَجهِهِ.۱

1.علل الشرائع : ۷۳/۲ .

الصفحه من 262