فحبلت منه ، فاحتال في قتل زوجها اُوريا حتّى قتل في بعض الحروب، فضمّها إلى أزواجه فحبلت منه ثانياً وولدت له سليمان !
والقرآن الكريم ينزّه ساحته عليه السلام عن أوّل الرَّميتَين بما ينزّه به ساحة جميع الأنبياء بالنصّ على هدايتهم وعصمتهم ، وقال فيه خاصّة : (وَما كَفَرَ سُلَيمانُ) .۱
وعن الثانية بما يحكيه من دعائه عليه السلام لمّا سمع قول النملة : (رَبِّ أوْزِعْني أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أنْعَمْتَ عَلَيَّ وعَلى والِدَيّ)۲ فقد بيّنّا في تفسيره أنّ فيه دلالة على أنّ والدته كانت من أهل الصراط المستقيم الذين أنعم اللَّه عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين .
4 . الروايات الواردة في قصصه عليه السلام:
الأخبار المرويّة في قصصه - وخاصّة في قصّة الهدهد وما يتبعها من أخباره مع ملكة سبأ - يتضمّن أكثرها اُموراً غريبة قلّما يوجد نظائرها في الأساطير الخرافيّة يأباها العقل السليم ويكذّبها التاريخ القطعيّ ، وأكثرها مبالغة ما روي عن أمثال كعب ووهب .
وقد بلغوا من المبالغة أنّ ما رووا أنّه عليه السلام ملك جميع الأرض ، وكان ملكه سبعمائة سنة ، وأنّ جميع الإنس والجنّ والوحش والطير كانوا جنوده ، وأنّه كان يوضع في مجلسه حول عرشه ستّمائة ألف كرسيّ يجلس عليها اُلوف من النبيّين ومئات الاُلوف من اُمراء الإنس والجنّ .
وأنّ ملكة سبأ كانت اُمّها من الجنّ ، وكانت قدمها كحافر الحمارة ، وكانت تستر قدميها عن أعين النظّار ؛ حتّى كشفت عن ساقيها حينما أرادت دخول الصرح فبان أمرها ، وقد بلغ من شوكتها أنّه كان تحت يدها أربعمائة ملك كلّ ملك على كورة، تحت يد كلّ ملك أربعمائة ألف مقاتل،