النبوّة الخاصّة - الصفحه 163

فحبلت منه ، فاحتال في قتل زوجها اُوريا حتّى قتل في بعض الحروب، فضمّها إلى أزواجه فحبلت منه ثانياً وولدت له سليمان !
والقرآن الكريم ينزّه ساحته عليه السلام عن أوّل الرَّميتَين بما ينزّه به ساحة جميع الأنبياء بالنصّ على هدايتهم وعصمتهم ، وقال فيه خاصّة : (وَما كَفَرَ سُلَيمانُ) .۱
وعن الثانية بما يحكيه من دعائه عليه السلام لمّا سمع قول النملة : (رَبِّ أوْزِعْني أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أنْعَمْتَ عَلَيَّ وعَلى‏ والِدَيّ)۲ فقد بيّنّا في تفسيره أنّ فيه دلالة على أنّ والدته كانت من أهل الصراط المستقيم الذين أنعم اللَّه عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين .

4 . الروايات الواردة في قصصه عليه السلام:

الأخبار المرويّة في قصصه - وخاصّة في قصّة الهدهد وما يتبعها من أخباره مع ملكة سبأ - يتضمّن أكثرها اُموراً غريبة قلّما يوجد نظائرها في الأساطير الخرافيّة يأباها العقل السليم ويكذّبها التاريخ القطعيّ ، وأكثرها مبالغة ما روي عن أمثال كعب ووهب .
وقد بلغوا من المبالغة أنّ ما رووا أنّه عليه السلام ملك جميع الأرض ، وكان ملكه سبعمائة سنة ، وأنّ جميع الإنس والجنّ والوحش والطير كانوا جنوده ، وأنّه كان يوضع في مجلسه حول عرشه ستّمائة ألف كرسيّ يجلس عليها اُلوف من النبيّين ومئات الاُلوف من اُمراء الإنس والجنّ .
وأنّ ملكة سبأ كانت اُمّها من الجنّ ، وكانت قدمها كحافر الحمارة ، وكانت تستر قدميها عن أعين النظّار ؛ حتّى كشفت عن ساقيها حينما أرادت دخول الصرح فبان أمرها ، وقد بلغ من شوكتها أنّه كان تحت يدها أربعمائة ملك كلّ ملك على كورة، تحت يد كلّ ملك أربعمائة ألف مقاتل،

1.البقرة : ۱۰۲ .

2.النمل : ۱۹ .

الصفحه من 262